قال وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي إنه سيتم مساءلة ومعاقبة مَن يثبت تورّطهم في بيع تصاريح الحج، مؤكدًا أن العقوبات ستكون مادية وتأديبية مع الإيقاف عن الخدمة. وأكد الوزير في حوار خاص ل «المدينة» أن إعادة النظر في رسوم خدمات مؤسسات الطوافة (محل بحث)، وأن التكاليف ستكون في حدّها الأدنى. وأشار إلى أن انتخابات مؤسسات الطوافة تمّت بكل شفافية ووضوح، وأنه لا توجد تكتلات، أو مناورات لشراء أصوات، وأن كل ما يُقال مجرد شائعات لإشغال السلطات العليا بشكاوى وادّعاءات كيدية، مؤكدًا أن دخول المرأة انتخابات مؤسسات الطوافة أصبح (مسألة وقت). وأضاف الوزير إن أي تجاوز للنظام في الحج سيتم التعامل معه بكل حزم، مشيرًا إلى أن التلاعب بالتأشيرات يدخل في باب الخداع والتزوير، وأنها تصرفات مرفوضة عُرفًا وشرعًا، مؤكدًا أنه تم عقد عدة لقاءات مع ممثليات المملكة في الخارج لوضع حدٍّ ل(تأشيرات المجاملات) تفاديًا لأيّ سلبيات. وأكد وزير الحج أن مشروع البناء على سفوح جبال منى يمضي في الطريق الصحيح، وأن الطموحات كبيرة ومشتملة على نظرة بعيدة المدى، وقال إن تجربة تعميم العمائر السكنية في منى تحتاج إلى ترتيب، فالقصد ليس مجرد إقامة أبراج، بل توفير الخدمات، مشيرًا إلى وجود مساعٍ لزيادة المساحات المتاحة لمخيمات الحجاج، باستصلاح المزيد من الأراضي، أو الارتفاع رأسيًّا على سفوح الجبال؛ ليبقى صعيد منى متاحًا عامًّا. وأضاف الفارسي إنه لا تأخير في تسليم المخيمات هذا العام، حيث تم تدارك الأخطاء التي وقعت العام الماضي. وإلى نص الحوار: * معالي الوزير: نودُّ في البداية التعرّف على ملامح المشروع التطويري الذي تنفذه الوزارة هذا العام للارتقاء بالخدمات المقدّمة للحجاج؟ - الخطة التشغيلية للوزارة تتّسم بالحيوية والتجديد؛ لأنها تتّصل بالمهام المتعلقة بخدمات الحجاج ذي الطابع الدوري المتكرر الذي تستهل له الترتيبات منذ وقت مبكر، وذلك بعقد اجتماعات مع بعثات الحج، وفق برنامج زمني يأتي تباعًا على امتداد عدة أشهر لعقد اتفاقات مجمل الخدمات المتعلقة بحجاج بلدانهم من حيث النقل، والقدوم، والمغادرة، والإسكان، والمعيشة، ومقتضى النظام والتنظيم.. وعلى هذا الأساس يتم اعتماد الخطط التشغيلية لمؤسسات الطوافة، والأدلاء، والزمازمة، والوكلاء، والنقابة العامة للسيارات.. كما يتم تشكيل اللجان الميدانية للمتابعة والمراقبة التي تكبر باستمرار لإحكام الإشراف للاطمئنان على أن مجمل ما خطط له يمضي قُدمًا بقوة، وفاعلية لتحقيق الأهداف، بحيث يتمكّن ضيوف الرحمن من أداء نُسكهم بكل يسر، ووفق مراد الله عز وجل. كرسي إسكان الحجاج * كيف تنظرون في وزارة الحج إلى تأسيس كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لإسكان الحجاج، خاصة وأن هذه المشكلة تتصدر هموم الوزارة، والجهات الأخرى العاملة في خدمة الحجيج منذ سنوات؟ - هذا الموضوع أساسًا هو في مركز اهتمام ولاة الأمر، ولذلك فإن تأسيس كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لإسكان الحجاج هو ترجمة لهذا التوجّه الطيّب؛ لأن تعداد الحجاج في حالة ازدياد، ولابد من مواكبة كافة المستجدّات مع التحديث والتطوير، ومؤدّى ذلك هو البحوث والدراسات الأكاديمية التي تبنى على أساسها الخطط المراد اعتمادها لتغطية كافة الاحتياجات بكل كفاية، وبالمستوى الرفيع، وبالاقتصادية بدون إفراط أو تفريط لتتواصل العطاءات الخبرة.. ولذلك فالوزارة تنظر إلى هذا التأسيس بكثير من التفاؤل، ولا شك أن موافقة سمو الأمير نايف -حفظه الله- على إنشاء هذا الكرسي يدل على رغبة سموه الكريم بأن تُدرس الأمور وفق معايير أكاديمية ومهنية من رجال ذوي اختصاص، وكفاية، ودراية علمية. * يرى البعض أن هناك ترددًا غير مبرر في البناء على سفوح الجبال في منى، رغم وجود فتاوى تبيح ذلك من أجل استيعاب قرابة 3 ملايين حاج حاليًّا؟ - الوزارة تحترم كل الآراء؛ لأننا نفترض أنها اجتهادات مبنية على دوافع مختلفة، ولكن المهم منها هو ما يهدف لتحقيق الصالح العام، وقبل ذلك ما يدعمه الوجه الشرعي، ومن هذا المنطلق فإن لجنة الحج العليا تضع هذا الموضوع في مقدمة اهتماماتها بالتناول من مختلف الجوانب، وأنا بحكم عضويتي في هذه اللجنة الموقرة أرى أن الأمور تمضي في الطريق الصحيح لعمل كل ما يمكن عمله؛ لأن الطموحات كبيرة، ومشتملة على نظرة مستقبلية بعيدة المدى، تعكف عليها هيئة تطوير مكةالمكرمة، والمشاعر المقدسة المدعومة بالموافقة السامية الكريمة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة. * أعلنتم أكثر من مرة عن تقييم تجربة العمائر السكنية الست في منى، إلاّ أن شيئًا لم يُعلن، ماهي أبرز السلبيات التي رصدتموها على التجربة إن وُجدت؟ - المشروع بشكل عام طيّب، ولكنه لايزال في طور التجربة، ولم يُستكمل؛ لأنه عبارة عن نموذج يُنظر إليه من مختلف الجوانب؛ ولذلك من الصعوبة الحكم له أو عليه.. إضافة إلى أن الطموحات أكبر من ذلك بكثير؛ لأن القصد ليس مجرد إقامة أبراج، وإنما لابد من توفر الخدمات؛ لتكون في متناول الجميع.. كما أن من الأهمية أن تصل الحافلات إلى مواقع الإسكان القائمة على سفوح الجبال، مع مراعاة دخول النقل عبر الخط الحديدي؛ ولذلك فأكرر أن التريث مطلوب في مثل هذه الأمور ليأتي الإنجاز إذا ما اعتمد على الوجه الذي يرقى إلى مستوى الطموحات. صيانة المكيفات * في العام الماضي كثرت الشكاوى من ضعف صيانة المكيفات، وانقطاع المياه في مخيمات الحجاج، هل هناك خطة جديدة لإجراء صيانة مبكرة للمخيمات منذ وقت مبكر هذا العام؟ - احتمال الخلل لكثرة المخيمات وارد، إلاّ أنه محدود جدًّا، كما أنه يبادر في حينه لإصلاح ما يمكن إصلاحه من حيث توفر الماء، وتفعيل جهاز التبريد.. إضافة إلى أن هناك متابعة وتنسيقًا عقب انتهاء موسم كل حج بين الجهات المعنية لمعالجة ما يلزم معالجته، ومن ضمن ذلك مسألة إجراء الصيانة مبكرًا، وهذا هو المعتمد، ولكن المقاول المنفذ يتباطأ بعض الشيء ليقوم بتسليم المخيمات وهي بحالة جيدة لا تحتاج إلى إعادة تنظيف، وقد يلتمس له العذر إلاّ أنه لا مفر من التسليم المبكر. * تراجعت المساحة المخصصة لكل حاج في المخيمات في ظل الزيادة السنوية لأعداد الحجاج، كما أكد تقرير جمعية حقوق الإنسان، هل هناك تدابير معينة لتلافي هذه المشكلة التي تؤثر على مستوى الخدمة المقدّمة للحجاج؟ - تشكر جمعية حقوق الإنسان على ما أبدته في تقريرها لأنه يعرض لموضوع هو أساسًا محل بحث ودراسة، وعلى أرفع المستويات للخلوص إلى الرأي السديد الذي به ومعه يتحقق الهدف المنشود؛ لزيادة المساحات المتاحة باستصلاح المزيد من الأراضي، أو الارتفاع رأسيًّا على سفوح الجبال ليبقى صعيد منى مناخًا عامًّا. * بماذا تردون على مَن يزعم انتهاء العمر الافتراضي للخيام المقاومة للحريق، رغم مرور 14 عامًا على المشروع فقط؟ - لكل شيء عمر افتراضي، ولكن وجود صيانة منتظمة ومبرمجة وشاملة يمكن أن يمتد هذا العمر الافتراضي إلى ضعف ما هو مقدر.. إضافة إلى أن مسألة التقدير يخضع لما يقرره أصحاب الخبرة والاختصاص، ويمكن أن يوجه هذا السؤال لمقام وزارة الشؤون البلدية والقروية بحكم الاختصاص لمزيد من الإيضاح. نقص دورات المياه * برزت في العام الماضي مشكلة نقص دورات المياه، فهل تم الشروع في زيادة الدورات في الأماكن التي تشهد زحامًا كبيرًا من الحجاج؟ - وزارة الشؤون البلدية والقروية مهتمة بهذه الأمور.. ولذلك فهي تدرج في كل عام في ميزانيتها مشاريع عديدة في المشاعر المقدسة في مجال الاختصاص، ومن ضمن ذلك تلبية الحاجات المتزايدة لزيادة دورات المياه، وسيشهد في هذا العام إضافات كبيرة، وفي عدة مواقع، حيث تتركز الكثافة العديدي ة. ولقد أمر سمو أمير منطقة مكةالمكرمة -وفقه الله- بتكوين لجنة على كافة الأمور المتعلّقة بالبنى التحتية والخدمية منذ وقت؛ للتأكد والتأكيد على الاستعدادية. * على الرغم من الجهود التي تُبذل سنويًّا إلاّ أن مشكلة الافتراش مازالت تمثل تحديًا كبيرًا في الحج.. ماهي خطتكم هذا العام بالتعاون مع الجهات المعنية للحد منها؟ - غالبًا الافتراش يأتي من بعض المقيمين (حجاج الداخل) الذين لا يرتبطون بالشركات المعنية بخدمتهم؛ ولذلك يفترشون الأرض، ومن هنا تركز اهتمام إمارة منطقة مكةالمكرمة على حملات التوعية تحت شعار لا حج بدون تصريح. وأن الحج سلوك حضاري، بمعنى أن المرء عليه أن ينوء بنفسه عن السلوك غير السوي، وأن يحترم ذاته، ولا يضر بالبيئة، وبالآخرين الذين يرتادون الطريق، وعلى كل حال فإن الأمن العام والدفاع المدني لمثل هؤلاء بالمرصاد. * في العام الماضي تم رصد تلاعب بتأشيرات عمال النظافة؛ ممّا فاقم من المشكلة في منى على وجه الخصوص.. ماذا تم مع المقاول الذي باع التأشيرات للحجاج، ولم يستقدم العمالة المطلوبة؟ وماهي التدابير الجديدة التي تم اتخاذها هذا العام؟ - أيّ تجاوز لمقتضى النظام والتنظيم يتم التعامل معه بكل حزم وشفافية، لإيقاع الجزاءات الرادعة من قِبل الجهات المعنية؛ لأن ذلك يدخل في باب الخداع، والتزوير الذي تحكمه نظمه التي تطبّق بدون هوادة؛ ليكون عبرة لمن يعتبر، وللحيلولة دون تكرار مثل هذه التصرفات القاصرة المرفوضة عُرفًا وشرعًا. برامج الحج المخفضة * على الرغم من المميزات التي تقدمها الوزارة، إلاّ أن غالبية الشركات مازالت تعزف عن برامج الحج منخفض التكاليف ماهي الأسباب؟ - المساحات محدودة، ولذلك فإن كل شركة تتطلع لشغلها بالعدد المناسب من الحجاج، وبالتكلفة المجزية التي تغطي متطلبات الخدمات، مع ضمان العائد لقاء الأتعاب؛ ولهذا ركّزت الوزارة على مسألة الحوافز لحمل أكبر عدد ممكن من الشركات للالتزام ببرنامج الحج منخفض التكلفة، وأعتقد أنه بمرور الوقت وتطوير وتحديث مسألة الإسكان، وبخاصة في مشعر منى سيتحقق المزيد من المنافسة لمصلحة الحج منخفض التكلفة. * رغم التدابير التي اتخذتها الوزارة، إلاّ أن الكثير من حجاج الداخل لايزالون يعانون من الحملات الوهمية، ولا يعلمون عن الإجراءات التي تتخذها الوزارة ضد مَن خدعوهم، كما لا يتم تعويضهم عن الخسائر التي تعرضوا لها؟ - الحملات الوهمية إذا ما اكتشفت لا تنظر فيها الوزارة، وإنما تُحال إلى الجهات الأمنية لتحقق فيها، ولتحيلها بدورها إلى الجهات القضائية الشرعية للفصل فيها، وذلك يعني أن لا مجال للتهرّب، أو التحايل؛ لأن الجزاء من جنس العمل، وعلى كلٍّ فإن هذه السلوكيات الخاطئة في حالة انحسار، بسبب المتابعة اليقظة التي تضطلع بها عدة جهات. * في كل عام تكثر الشكاوى من تأخر الوزارة في تخصيص المخيمات، هل ستنتهي هذه المشكلة هذا العام؟ - حال استلام المخيمات من متعهد الصيانة معه تباشر الوزارة خطة التوزيع المُعدّة سلفًا.. ولذلك فإن التأخير الذي حصل العام الماضي سيتم تلافيه هذا العام؛ لأن هناك تواصلاً، وهناك تنسيقًا بين كافة الجهات المعنية التي تحرص كل الحرص على القيام بالواجب وفق ما تُوجّه به الحكومة الرشيدة. تأشيرات المجاملة * في موسم الحج الماضي رأى كثيرون أن تأشيرات الحجاج الفرادى «المجاملة» تؤثر على مستوى الخدمات المقدمة للحجاج.. هل هناك تنظيم معين لهذا الأمر، خاصة في ظل الزيادة السنوية في أعداد الحجاج؟ - تأشيرات المجاملة غالبًا تأتي في الإطار الدبلوماسي الذي ينشد تعزيز التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة، ولكن مع تعدد الجهات المانحة أصبحت الأرقام تشكّل هاجسًا لابد أن يُحسب له كل حساب، ولذلك بادرت وزارة الخارجية إلى عقد لقاءات مع ممثليات المملكة لتدارس هذا الأمر، ولوضع الضوابط الكفيلة تفاديًا لأيّ سلبيات محتملة.. ومع العديد من الوزارات ذات العلاقة والتي توصلت إلى آلية تعالج هذه الأمور. * في السنوات الأخيرة كثر الحديث عن إعادة النظر في رسوم خدمات مؤسسات الطوافة، ما الذي تم بهذا الشأن؟ - لا يزال هذا الموضوع قيد البحث، وسيبت فيه حال تكامل الخلوص إلى وجهة النظر المنطقية، مع الإبقاء على أن تكون التكاليف دائمًا وأبدًا في حدّها الأدنى لتحقيق الهدف السامي بأن يتمكن أكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضة الحج بدون مشقة، وبأقل نفقة ممكنة.. وهذا ما يحرص عليه ولاة الأمر منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-. * يرى البعض أن بعض مؤسسات الطوافة لا تلتزم بخطط التفويج خاصة في اليوم الثاني من ذي الحجة حتى لا تتحمّل تكاليف تقديم وجبات إضافية للحجاج بالمشاعر.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟ - ما يُقال في هذا الشأن متعدد الدوافع، ولكن المهم هو ما تضبطه لجان المتابعة والمراقبة الميدانية.. وأن ما يلحظ في هذا الشأن أن التفويج ملتزم به، إلاّ أن هناك بعض الحجاج -كتصرف شخصي، بدافع التعجيل في المغادرة، وبدون علم المؤسسة المعنية- يقومون بما يقومون به، وعلى مسؤوليتهم، وذلك شأنهم. قطار المشاعر المقدسة * يعمل مشروع قطار المشاعر بكامل طاقته هذا العام.. كيف تنظرون إلى دوره في تخفيف الزحام؟ ومتى سيبدأ العمل في الخط الثاني؟ وهل سيتم إعادة النظر في أسعار التذاكر بناء على شكاوى بعض المؤسسات والحجاج العام الماضي؟ - وزارة الشؤون البلدية والقروية المعنية بهذا المشروع الذي خططت له، ونفذته بالكيفية الجيدة التي هو عليها، كما أنها ألحقت به قاطرات وعربات إضافية؛ ليكون الخط الحديدي تشغيله في حالة تتابع وانتظام لنقل أكبر عدد في أقل زمن.. وفي ذلك الكثير من الفوائد المعززة للمزيد من التيسير والراحة لضيوف الرحمن. * رغم التشديد سنويًّا، إلاّ أنه يتم رصد حالات كثيرة لبيع تصاريح الحج، كيف يتم ذلك؟ وما هي الأسباب؟ - ضعف الوازع الديني والأخلاقي يدفع لمثل هذه الأمور، ولكن متى ما اكتشفت فإنها تخضع للمساءلة، وإلى إيقاع جزاءات مادية وتأديبية، أو كليهما معًا، مع الإيقاف عن الخدمة. * متى سيتم تعميم تجربة النقل الترددي على جميع مؤسسات الطوافة؟ - النقل الترددي مر بمراحل عديدة، ويقدّم الخدمة للمخيمات التي تقع بالقرب من جهة انطلاقه، حيث يأخذ على عاتقه نقل نحو سبعمائة وخمسين ألف حاج، والخط الحديدي نحو خمسمائة ألف حاج، وذلك يعني أن ثلثي الحجاج يستفيدون من هذا النقل السريع الذي يسهم بشكل فعّال لإفساح المجال للحافلات الأخرى التحرّك في مساراتها الناجم عن تخفيف الضغط المروري على مجمل الطرق في المشاعر المقدسة، وإن شاء الله سنرى المزيد منها بعد التنسيق مع الجهات الوزارية ذات العلاقة، وما تُوصي به لجنة الحج العليا، ويعتمده المقام السامي. مواجهة الأمطار * ما هي أبرز التدابير التي تم اتخاذها لمواجهة الأمطار هذا العام، بالتنسيق مع الدفاع المدني، ووزارة المالية؟ - إن وزارة الشؤون البلدية والقروية تقوم بهذا الأمر مشكورة، وقد نفذت في هذا الخصوص على -امتداد عدة سنوات- عدة مشاريع تتعلّق بإقامة سدود، وتصريف مياه الأمطار -إذا ما هطلت-؛ ليكون جريانها بعيدًا عن مواقع المخيمات، تحقيقًا لمبدأ السلامة الذي يؤخذ به.. ولذلك فإن ثقتي بالله كبيرة؛ لأن الله لطيف بعباده. * على الرغم من إعجاب دول العالم بتجربة إدارة الحشود في الحج، إلاّ أن البعض يرى أنه بالإمكان تقديم أداء أفضل، لاسيما على صعيد الحركة المرورية والزحام.. كيف يتحقق ذلك؟ - إن تعدد وسائل النقل مثل الخط الحديدي، والنقل الترددي، كلّ ذلك هدفه الأساس هو تخفيف الضغط على الطرقات من أجل حركة مرورية أكثر انسيابًا، ومن المتوقع حدوث المزيد من الانفراج هذا العام؛ بسبب الإضافات المستجدّة التي تدخل الخدمة بإمكانات أكبر، وبطاقات استيعابية أكبر من ذي قبل.. كما سينعكس ذلك بالتالي إيجابًا لإنجاح خطة إدارة الحشود البشرية. انتخابات مؤسسات الطوافة * في انتخابات مؤسسات الطوافة.. يشير كثيرون إلى وجود تكتلات ومناورات غير صحية، وشراء أصوات؛ ممّا يؤثر على أي تحرك نحو تجديد دماء هذه المؤسسات.. ما مدى صحة ذلك؟ - الانتخابات تمّت، وفق ما خطط لها من خلال لجنة على مستوى رفيع، وبإشراف مباشر، وبكل شفافية ووضوح؛ لأن الهدف الأساس أن تصل إلى سدة الرئاسة المجموعة الأكثر عطاء ورغبة في التطوير والتحديث، والعمل من أجل مصلحة المجموع، والتي من المفترض أن تكون محل ثقتهم وارتياحهم، ولكن البعض ممّن لا يقدر له الفوز يعمد إلى التشويش بإطلاق الإشاعات، وأحيانًا يلجأ إلى إشغال السلطات العليا بشكاوى وادّعاءات كيدية.. وأن مثل هذا التصرف لا شك أنه محل استهجان، ولا يدل على الرشد، والتزام جانب الصواب. * كيف تنظرون إلى حملة إمارة منطقة مكةالمكرمة «لا حج بلا تصريح» بعد عدة سنوات من انطلاقها، وما هي توقعاتكم لهذا العام؟ - لا شك أن لهذه الحملة التوعوية كان -ولايزال- لها الأثر الطيّب للتقليل من أعداد المفترشين، ولذلك من المفيد الانتظام في هذه الحملة التي بدأت تأخذ عناوين جديدة لتوسيع دائرة إيصال المعلومة إلى المستهدفين؛ ليكونوا أكثر تجاوبًا مع كل ما يلزم مراعاته وبالدرجة الأولى أن الحج لابد أن يكون في الإطار الصحيح، وبكل ما يلزمه حفظًا للنفس والمال والعرض. * قبل عدة سنوات، صرح مسؤولون في وزارة الحج بأن مستوى التوعية في أوساط الحجاج القادمين من الخارج لا يزال صفر، هل تحسن الأمر أم مازال على ما هو عليه، ولماذا لا تربطون التأشيرة بحضور دورة توعوية عن مناسك الحج؟ - أولاً لا أتذكر أن أحدًا من مسؤولي الوزارة قد صرّح بذلك.. وعلى كل حال فإن موضوع التوعية قبل القدوم من ضمن ما يبحث بانتظام مع بعثات الحج، وهناك تجاوب ملموس ومشكور، وهناك تقدم نسبي، وبدرجات متفاوتة حسب الإمكانات الإعلامية لكل دولة.. ولكن لا ننسى أن درجة الأمية، إضافة إلى كبر السن في صفوف الحجاج تشكل النسبة الأكبر، الأمر الذي يجعل موضوع التوعية بين مد وجزر، وتقوم وزارة الشؤون الإسلامية، ووزارة الثقافة والإعلام بدور هام وفاعل قبل دخول وبعد موسم الحج، ونرجو من الدول الإسلامية تكثيف التوعية في دولهم قبل الحضور. * يرى البعض أن برامج التوعية التي تقدمها المملكة ذات تأثير محدود؛ لانشغال الحاج بالمناسك عن المتابعة الإعلامية، وأن التوعية قبل القدوم هي أهم.. كيف ينظر معاليكم للأمر؟ - هذا صحيح، ولكن ذلك لا يمنع من الاستمرار في هذا التوجّه الطيّب؛ لأن كل خطوة في هذا الصدد تُعدُّ مكسبًا وحافزًا لتواصل المسير على هذا الدرب الطويل، الذي نأمل أن يفضي للمزيد من النجاحات لمصلحة ضيوف الرحمن؛ ليؤدوا نسكهم بكل يسر، ووفق مراد الله عز وجل. * كثر الحديث عن دخول المرأة في انتخابات مؤسسات الطوافة، متى سيسمح لها بالمشاركة في هذه الانتخابات؟ - المسألة مسألة وقت؛ لأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -وفقه الله- قد أفسح لها المجال بدخول مجلس الشورى، وحقها في الانتخابات البلدية، إضافة إلى تأسيس إدارات نسوية في كافة المرافق الحكومية، ووفق الضوابط الشرعية، وبالتالي فإن مشاركة المرأة في المؤسسات المذكورة سيتم الاسترشاد فيه بما تم تحقيقه؛ لأن المرأة هي الأم، والأخت، والزوجة، والابنة، وجميعهن محل الاحترام والتقدير.. وهذا ما أكده الملك المفدى مرارًا وتكرارًا؛ لأنه ينطلق من توجّه إسلامي يتّسم بالوسطية والاعتدال بعيدًا عن العادات والتقاليد الجاهلية.