قال وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي إن المملكة تحشد كل طاقتها البشرية والآلية والمادية لخدمة وراحة ضيوف الرحمن، وفق خطة استراتيجية واسعة وشاملة، والأخذ بأسباب كل ما من شأنه جعل رحلة الحج المحكومة بمحدودية الزمان والمكان، وما تتسم به من كثافة بشرية كبيرة ميسرة وسهلة لضيوف الرحمن. وكان الوزير افتتح يوم أمس فعاليات ندوة الحج الكبرى السنوية بمكةالمكرمة والتي جاءت هذا العام تحت شعار (مواكب الحج في التراث الإسلامي.. دروس.. وعبر) بحضور سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس إدارة العلمية والإفتاء والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل شيخ ورئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد وقد بدأت الندوة بآية من الذكر الحكيم ثم القى أمين عام الندوة كلمة تحدث فيها عن أهداف وأهمية هذه الندوة في هذا التجمع الإسلامي الكبير وفي هذه الأيام المباركة. والقى وزير الحج كلمة رحب فيها بالحضور وعلى رأسهم سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن الشيخ والشيخ صالح بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى اللذين تعد مشاركتهما إثراء لما يتم طرحه من موضوعات قيمة ضمن فعاليات الندوة. كما ابلغ الدكتور الفارسي المشاركين في الندوة تحيات وتقدير وترحيب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وتمنياتهما لهم بالتوفيق والنجاح والخروج بتوصيات تفيد الأمة الإسلامية والعربية لان المملكة تسعى إلى تحقيق كل ما فيه الصالح العامة لهذه الأمة. وقال ان هذه الندوة بدأت منذ أكثر من 30 عاما تجمع فيها صفوة كبيرة من علماء المسلمين والأدباء والمفكرين والمثقفين ورجال الصحافة والإعلام ولها فوائد قيمة في صالح الأمة الإسلامية والعربية لما تخرج وخرجت من توصيات وتبصر الحجاج بأمور دينهم خاصة فيما يتعلق بأداء مناسك حجهم على الوجه الأكمل. وقال ان هذه البلاد وأهلها يتشرفون دوما بخدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام بدعم وتوجيه من دولتهم الرشيدة التي لم تتوان في أداء هذه الواجب بل تعمل سنويا على تطوير الخدمات من حسن إلى أحسن واستحداث خدمات جديدة مطورة وهذا هو ديدن ولاة الأمر في هذه البلاد منذ عهد جلالة الملك المؤسسة عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ثم سار على منهجه أبناؤه البررة رحمهم الله حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي تبنى سياسات طموحة ومعلنة تهدف لخير هذا الوطن ومواطنيه وقاصديه من حجاج ومعتمرين وزوار كما تم اخذه في الاعتبار من خلال هذا التوجه مصلحة الأمتين الإسلامية والعربية والأسرة الدولية وكل ما يسعد الإنسانية جمعاء بعد ذلك القى سماحة الشيخ عبدالعزيز آل شيخ مفتي عام المملكة كلمة رحب فيها بالمشاركين في فعاليات الندوة من العلماء والمفكرين وتمنى لهم التوفيق والنجاح والخروج بتوصيات فيها فوائد قيمة لصالح الأمة الإسلامية والعربية كما تطرق سماحته إلى أهمية مناسبة الحج فى التعارف بين العلماء المسلمين والتحاور فيما بينهم وتوثيق عرى الصداقة والمحبة كما طالب سماحته حجاج بيت الله الحرام بان يتفرغوا لأداء مناسكهم التي أتوا من اجلها وعدم رفع أي شعارات سياسة أو حزبية أو شخصية أو مذهبية لان الله عز وجل لم يجعل فريضة الحج ميدانا للمهاترات ورفع الشعارات الجاهلية او استغلله لأغراض سياسية أو دعوة مذهبية أو غير ذلك من الأهداف والمقاصد التي نفسد الحج عن وجهته الشرعية وتجعله بعيدا كل البعد عن أهدافه السامية وروحانيته لان الحج المبرور مناسبة عظيمة للوحدة والتضامن بين المسلمين كافة وتجسيد معاني الأمة الواحدة وان يكون اجتماع الحجاج في المشاعر المقدسة سببا في تحريك القلوب لجمع وتوحيد كلمتهم والتعاون والتكاتف فيما بينهم وتوثيق أواصر المحبة والمودة وقال ان الله عز وجل حرم هذا البلد الآمن وحرمه الشريف من أن يراد فيه أي ظلم ووعد سبحانه وتعالى من يريد مجرد إرادة أو نية سوء بهذا الحرم أن يعاقبه عذابا أليما في قوله (ومن يرد به بالحاد وبظلم نذقه بعذاب أليم) وطالب سماحته حجاج بيت الله الحرام بالابتعاد عن مثل هذه الأفعال وان يتفرغوا لأداء مناسك الحج مستفيدين من هذه الخدمات الراقية والميسرة التي قدمتها لهم حكومتنا الرشيدة. وكانت ندوة الحج الكبرى قد عقدت ثلاث جلسات علمية ترأس الأولى معالي الدكتور صالح بن حميد وقدمت خلال الثلاث جلسات مجموعة من الابحاث تتعلق بمكانة مكةالمكرمة وطرق الحج ونفقة الحاج وعدد من القضايا الاخرى الخاصة بالحج.