افتتح معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي بمكة المكرمة يوم امس ندوة الحج السنوية الكبرى التي تنظمها الوزارة تحت شعار (التوعية في الحج ) وألقى معالي وزير الحج كلمة نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني للمشاركين في الندوة وتطلعاتهم أن يخلصوا إلى ما يمكن الخلوص إليه من نتائج معززة لمجمل ما تهدف إليه الخطوط العريضة لندوة الحج الكبرى لهذا العام. وأوضح معاليه أن وزارة الحج دأبت على تنظيم ندوة الحج الكبرى منذ نحو 3 عقود من الزمن ويشارك فيها في كل عام نخبة من العلماء والمفكرين والأدباء والإعلاميين والصحفيين في مختلف الاختصاصات الحيوية. ونوه معاليه بما يوليه ولاة الأمر من عناية واهتمام بحجاج بيت الله الحرام والسهر من اجل أمنهم وسلامتهم وحشد الطاقات البشرية المدربة والمؤهلة وتوفير الإمكانات المادية لتهيئة كل ما يجعل رحلة الحج المحكومة بمحدودية الزمان والمكان إلى جانب كثافة بشرية تعد بمئات الألوف أن تأتي الرحلة على نحو مشرق ينعم فيه الجميع بالأمن والأمان والرعاية الشاملة مشيراً إلى الانجازات والمشروعات العظيمة التي نفذتها وتنفذها المملكة لتلبية الاحتياجات ولمواكبة المستجدات. وأكد معاليه أن وزارة الحج تتشرف بخدمة حجاج بيت الله الحرام ولن تتوانى في أداء هذا الواجب والعمل على تطوير وتحديث آلياته مؤكداً أن هذا هو ديدن ولاة الأمر حفظهم الله منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يتبنى سياسات طموحة ومعلنة لمصلحة الوطن والأمة العربية والإسلامية، بعد ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء محاضرة بعنوان (مفهوم التوعية الإسلامية في الحج) قال فيها إن أعظم توعية لحجاج بيت الله الحرام هو تدبر الآيات التي بينت مفهوم الحج وأحكامه وواجباته، وأضاف سماحتة بأنة ينبغي على العاملين في مجال توعية الحجاج أن ينقلوا المعلومات الصحيحة والحقيقية عن الحج للحجاج فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وله مقاصده العظيمة، وبين سماحته أن من أهم منافع الحج هو إخلاص الدين لله عز وجل وخلو الحاج من الشرك بالله وقصده بالعمل أن يكون لوجه تعالى فالحج أقيم على توحيد الله وتلبيته له سبحانه، وأكد سماحة المفتي أن توعية الحجاج بأمور حجهم وتبصيرهم بها يعد مبدأ إسلاميا ونصيحة طيبه توجه لهم لكي يؤدوا مناسكهم على الوجه الشرعي الأكمل الذي يتم به نسكهم وحجهم فالنصيحة والتوعية ومناقشة الأخطاء الشرعية التي قد يقع فيها بعض الحجاج أثناء أدائهم لنسكهم ورعايتهم والاهتمام بهم مسؤولية القائمين على توعية الحجاج. وأثنى سماحته على ما تقدمه هذه البلاد المباركة من خدمات للحجاج فهذا يعد كرما وفضلا من الله علينا فعلينا أن نشعر الحجاج بأننا إخوانهم وأننا حريصون على خدمتهم ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهوله، مؤكداً سماحته أن الحج يعد مؤتمرا إسلاميا كبيرا يجتمع فيه المسلمون من كافة أقطار العالم ليتحابوا في الله وليوحدوا كلمتهم ويجمعوا صفهم فالحج فرصة لتبادل الآراء وحل المشكلات. وبين سماحتة أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله قدمت ورعت البيت الحرام فجهودها مشهودة في خدمة الحج والحجاج فقامت بالتوسعات الكبيرة والجهود الجبارة لتوسيع الطرق وجعل الحج ميسراً لراحة حجاج بيت الله الحرام. وأشار سماحته إلى أن العالم الإسلامي يشهد تحديات عصيبة وإعلاما شرسا وتشويشا متعمدا ضد الإسلام يحاول تمزيق وحدة وشمل هذه الأمة ولكن الله لهم بالمرصاد، وأضاف سماحة المفتي أن صوت الحق انطلق من هذه البلاد عبر نداء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأهل العراق وقادتهم للحضور إلى هذه البلاد المباركة للتشاور فيما بينهم وتوحيد كلمتهم ولم شملهم وحل مشاكلهم.