ثقافة غريبة يعيشها مجتمعنا من خلال الطلاب والطالبات في مدارس التعليم العام ، الا وهي ثقافة الغياب قبل الأسبوعين الأول و الأخير من كل فصل دراسي ، أو حتى قبل أو بعد إجازة العيدين عيد الفطر ، وعيد الأضحى بما في ذلك إجازة اليوم الوطني فتجد الغياب قبله أو بعده الأمر الذي يجعل الفصول خاوية على عروشها إلا ما ندر منها رغم التحذيرات المتكررة من قبل الجهات المسؤولة بالخصم من درجات ( السلوك والمواظبة ) إذا حدث الغياب ، والتي كان آخرها ذلك التعميم من قبل وزارة التربية والتعليم للمدارس والذي ينص على الخصم للمتغيبين عن الحضور قبل إجازة (عيد الأضحى المبارك) . الغياب الكبير الذي تشهده الكثير من المدارس في الآونة الآخيرة ، والذي تثبته الوزارة من خلال ذلك التعميم يجعل أعضاء هيئة التدريس في هذه المدارس يتقاعسون عن الحضور المبكر للمدارس لأداء رسالتهم التربوية والتعليمية نظير ذلك الغياب المتكرر الكبير ، وغير المبرر من قبل الكثير من طلاب وطالبات تلك المدارس الذين أصبح همهم وتفكيرهم في الإجازات المتخذة من قبلهم دون مبالاة بمصير مستقبلهم الدراسي ، أو بالعقوبات التي تصدر بحقهم . عموما ثقافة الغياب الكبير التي يطمئن لها الكثير من طلابنا وطالباتنا تدعونا إلى طرح العديد من الأسئلة على الجهة المعنية باؤلئك الطلاب والطالبات ( وزارة التربية والتعليم ) هل ثقافة الغياب تقاعس، أم كسل ، أو لا مبالاة من الطلاب والطالبات ؟ هل العقوبات المعممة على المدارس من خلال تلك التعاميم المرسلة للمدارس مطبقة وتجد صداها ، أم أنها حبرا على ورق لفترة معينة ؟ هل هناك زيارات إشرافية من قبل مشرفي الإدارة المدرسية لكافة المدارس من أجل الوقوف على الحضور الطلابي ؟ هل هناك أنشطة طلابية تجعل الطلاب والطالبات يحرصون على الحضور للمدارس في هذه الأوقات ؟ هل تقوم الإدارات المدرسية بواجبها حيال ذلك الغياب من خلال إبلاغ أولياء الأمور؟ وهل للنسبة المخصصة لشهادة الثانوية العامة أثناء القبول والتسجيل في المعاهد و الكليات والجامعات والمخصصة بنسبة (30%) دور في ذلك الأمر الذي يجعل الطلاب والطالبات ينظرون لها نظرة دونية بعد إلغاء المركزية للاختبارات وإقرار اختبارات القياس والتحصيلي ؟ أين دور أولياء أمور الطلاب في التصدي لمثل هذه الظاهرة الخطيرة والمتفشية والتي لا يمكن لمجتمعنا أن ينكرها؟ وأخيرا متى تندثر هذه الظاهرة من مدارسنا ؟ هذه مجموعة اسئلة في غاية الأهمية تحتاج إلى إجابة شافية ووافية من قبل المسؤولين على هذا القطاع المهم في الدولة والذي نهدف من خلاله إلى النهوض بتعليمنا من خلال أبنائنا الطلاب، بناتنا الطالبات إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال رفع اسم هذا الوطن الغالي ( المملكة العربية السعودية ) وجعله شامخا لأن وطننا يأبى إلا أن يكون شامخا، فهنيئا لنا وطن العزة والشموخ عبده بلقاسم المغربي- الرياض