بنيت المدارس لتربية وتعليم الطلاب والطالبات ولا يمكن بأي حال أن يكون الطالب أقوى من معلمه حتى لا تفقد المدرسة هيبتها التربوية والتعليمية. هذا الأساس أصبح يصطدم الآن بثقافة جديدة تعلمها أبناؤنا الطلاب وأخذت تتزايد بشكل واضح وهي ثقافة الغياب عن المدارس، حيث باتت المدارس الحكومية والخاصة للبنين والبنات تعاني من مشكلة غياب الكثير من طلبتها وخاصة في الأيام التي تسبق الإجازات والأعياد أو تلك التي تسبق الامتحانات النهائية للفصلين الدراسيين. استعانة إدارة تعليم منطقة مكةالمكرمة.. كما أشارت صحيفة الشرق مؤخراً.. برسائل الجوال للحد من غياب الطلاب عن مدارسهم خلال الأسبوع الأخير قبل بدء اختبارات الفصل الدراسي الحالي يؤكد هذه الثقافة والتي بلا شك تؤثر على مستوى تحصيلهم الدراسي. ووفقاً للخبر نفسه، فإن إدارة تعليم منطقة مكةالمكرمة قد بدأت قي إرسال رسائل إعلامية على أرقام جوالات أولياء الأمور للتعاون في انتظام أبنائهم في الدراسة، وأن المشرفين التربويين والمشرفات التربويات سيعملون على متابعة الغياب في المدارس والرفع به بشكل يومي للنظر في أسبابه ووضع الحلول المناسبة. وكما يرى الكثير، فإن قرار الغياب يتخذه الطالب من تلقاء نفسه وبعلم أسرته في ظل ضعف واضح لدور المدرسة في إيجاد رادع للحد من هذه الظاهرة، وهذا يحدث في المدن الرئيسية فما بالنا بالمدن الصغيرة والقرى، والغياب الذي نقصده هنا لا علاقة له بالغياب القسري الذي تفرضه الظروف الطبيعية كهطول الأمطار وكثرة الغبار أو نتيجة لعارض صحي أو ظرف طارئ. والذي نعرفه أن المنهج الدراسي مرتبط بخطة منذ بداية الفصل الدراسي وهذه الخطة مجدولة عند كل معلم وبالتالي حالات الغياب هذه تؤثر سلباً على سير تلك الخطة لأن فترة الغياب هذه محسوبة من أيام السنة الدراسية وهي جزء من كل لتغطية المناهج، فيحدث قصوراً عند الطلاب المتغيبين ويصعب على المعلم تعويضهم ما فات من دروس. بعض المتابعين يرجعون ظاهرة الغياب إلى تقاعس أولياء الأمور وعدم حثهم لأبنائهم على الحضور والالتزام بالدوام المدرسي والمخجل أن بعضهم يطلب من أبنائه الاستئذان من المدرسة للغياب مبكراً لارتباط العائلة بالسفر قبل حلول الإجازة الرسمية، بل وأصبحت أيام الأربعاء والسبت المرتبطة بإجازة نهاية الأسبوع تستهوي الطلاب للغياب بمعاونة الأسرة. وهناك من يعزو ذلك الغياب إلى دور بعض المعلمين بإيحائهم للطلاب بعدم الحضور وإنهاء المنهج الدراسي قبل وقته فيحرم الطالب من فرصة المراجعة التي تعتبر عاملاً مهماً لتثبيت المعلومة. واقع الأمر يقول إن بيئة بعض المدارس لا تزال غير جاذبة لتحقيق مختلف الأهداف التربوية حيث لا توجد لدى تلك المدارس برامج مشجعة للطلاب للتواصل معها وبالتالي تكون غير قادرة على تشجيع الطلاب على رفض الغياب، ومع ذلك فإن فوضى استهتار الحضور للمدارس والغياب المتكرر في الأيام الأخيرة التي تسبق الإجازات والاختبارات ليست مسؤولية وزارة التربية والتعليم وحدها ولكنها مسؤولية مجتمعية ممثلة في الطالب وفي أسرته التي تملك دورا قويا للقضاء على هذه الظاهرة من خلال تشجيعها للأبناء وحثهم على عدم الغياب حتى آخر يوم دراسي.