أوقع رجال التحريات والبحث الجنائي في شرطة محافظة جدة باثنين من أشهر مزوري الوثائق الرسمية وبصفة خاصة الإقامات ورخص القيادة وغيرهما من الوثائق، ومن ثم بيعها على مخالفين باسعار تتراوح بين 800 و1000 ريال. وضبط رجال الأمن لدى مداهمتهم الموقع (وكر التزوير) أكثر من 20 إقامة مزورة كان أحد افراد العصابة في طريقه لتسليمها لآخرين سبق أن قدموا طلبا للحصول على اقامات مزيفة، فيما عثر على ما يزيد على 500 من كروت الوثائق الرسمية المختلفة. وبلغت دقة تزوير الوافدين، وهما باكستانيان، لتلك الوثائق أعلى درجاتها إذ كانا يقومان بإدراج أرقام وسجلات وافدين يقيمون بشكل نظامي على تلك الإقامات ووضع صورة المخالفين عليها، حيث يتم العثور على معلومات الوافد الحقيقي عند الاستفسار من قبل رجال الامن عن وضع صاحب الاقامة والتي تظهر معلومات وافد يقيم بشكل نظامي غير أن الصورة الموجودة على الاقامة تحمل صورة الوافد المخالف، وتختلف عن صورة البيانات المسجلة في اجهزة الامن. كما عمد الجناة إلى توفير اشرطة ونماذج الامان لكل كرت من كروت الوثائق الرسمية ووضعها على الوثيقة المزورة بحيث يصعب اكتشاف تزويرها بالعين المجردة. وكان رجال البحث بوحدة مكافحة جرائم السيارات قد تمكنوا من اسقاط «مانية» المزور الرئيس وشريكه عباس أشهر المزورين الذين ذاع صيتهم وقدرتهم على تزوير اي وثيقة بين ابناء جلدتهم وبين الوافدين الباحثين عن وثائق مزورة من إقامات ورخص قيادة وبيعها على راغبيها، وذلك بعد مراقبة الوكر الذي أعدوه لتزوير الوثائق في حي البوادي شمال جدة. ونجح رجال البحث في الوصول الى الجناة بعد ان سجلت اجهزة الامن اخبارية من قبل أحد المصادر السرية اكد فيها قيام وافدين من الجنسية الباكستانية بتزور الإقامات ورخص القيادة وان بمقدوره استدراجهم والاطاحة بهم. وتعاملت وحدة التحريات والبحث الجنائي مع تلك الاخبارية بمهنية عالية بمتابعة من مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي واشراف مدير التحريات والبحث الجنائي ومساعده، حيث تم تشكيل فريق امني على مستوى عالٍ من الدقة في المتابعة والرصد، وتقمص المخبر دور الوافد الباحث عن رخصة وإقامة مزورة وانه على استعداد لدفع اي مبلغ يطلب منه وهو ما جعل المزور يبدي استعداده للقيام بذلك الامر مقابل مبلغ مالي تم الاتفاق عليه ودفع المخبر جزءًا منه في حينه على ان يتم دفع بقية المبلغ عند استلام الوثائق المزورة. كل تلك الاتفاقية كانت بمتابعة ومراقبة مباشرة من قبل قائد الفريق الامني الذي تتبع خطوات المخبر السري دون ان يشعر المزور بما يدور حوله حيث عمد المخبر الى لقاء اول شخص باحد المنازل في حي البوادي وبعدها انتقلا الى منزل شعبي اخر بنفس الحي ليبقى مدة من الوقت ثم خرج المخبر وهو يحمل إقامة تحمل بيانات صحيحة ومسجلة لدى اجهزة الامن بالحاسب غير ان الصورة للمخبر وهو ما يعني قدرة الوافد المزور على اصدار اقامات تحمل سجلات وارقاما صحيحة بصور اشخاص آخرين، عندها طوق رجال الامن المنزل ليتولى ضابط الفرقة مداهمة الوكر حيث تم القبض على المزور الرئيسي ومعاونه وعثر بحوزتهما على ما يزيد على 500 من الكروت الخاصة بالوثائق الرسمية مثل الاقامات ورخص القيادة واستمارة المركبات وغيرها، إضافة إلى وثائق تم الانتهاء من تزويرها وهي جاهزة لبيعها على وافدين مخالفين مقابل مبلغ يتراوح ما بين 800 و1000 ريال. وأوضح الناطق الاعلامي المكلف لشرطة جدة الملازم اول نواف بن ناصر البوق أنه تم القبص على الوافدين المزورين في منزل شعبي وبحوزتهما كمية من كروت يعملون على تزويرها تشمل إقامات ورخص قيادة وغيرها من الوثائق الرسمية بهدف بيعها على المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل. وقال ان التحريات الامنية كشف وكر التزوير في حي البوادي الشعبي، مشيرا الى انه تم تحريز تلك الوثائق والكروت ويجري حاليا اكمال الاجراءات، تمهيدا لاحالة المقبوض عليهم الى الجهات المعنية لاكمال التحقيقات ومقاضاتهم شرعا.