إنَّ أجلَّ وأسمى وسامٍ تقلّده المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- والمعروف بسلطان الخير والمحبة والإنسانية، لهو وسام الحب الفطري من عامة الناس وخاصتهم، وولاؤهم الطاهر النقي لذاته وإنسانيته، فالناس وعلى مختلف أطيافها، ومن كافة أرجاء المعمورة برحيله -رحمه الله- بأكفها لله ترفع، وبألسنتها وقلوبها لله تلهج وتضرع، سائلة إيّاه الرحمن الرحيم أن يتغمد عبده سلطان بن عبدالعزيز بوافر الرحمة، وعظيم المغفرة. كانت ابتسامته العطرة -رحمه الله- تستدر خفق القلوب محبة له، وتوقًا لرؤية محيّاه، واليوم تلك الابتسامة بقي معناها وأثرها بين الخلق نورًا ينشر الحب والتسامح، ولحافًا يدثرنا بالصبر والسلوان لفقده. نحن ما خسرنا بك يا سلطان الطيب والخير يومًا، ولن نخسر -إن شاء الله- بما أورثنا الله من حكمتك، وبُعد بصيرتك أبدًا -إن شاء الله- ولسوف نسير على استقامة دربك، وحسن نهجك، كيف لا وأنت المثل الذي يُقتدى به في طاعة الله، والخوف منه، ثم طاعتك لولي الأمر، وخدمته لإعلاء شأن الوطن.. فيا فقيد خادم الحرمين مليكنا والوطن، يا فقيد الأهل والناس والمدن، يا فقيد العز والسمو والكرم، يا صاحب الأيادي البيضاء ونهر المحبة والسماحة المعطاء، يا معلم العطف والوفاء، ستبقى ذكراك بيننا شعارًا للألفة والمحبة والتسامح ونصرة الضعيف، وإغاثة الملهوف، كيف لا وأكفك البيضاء السخية الندية زرعت الأرض خيرًا وعطاء، وأشرقت بضيائها نورًا ينير القلوب والدروب. عرفناك سلطان الحزم والعزم، وعرفناك سلطان الرأفة والرحمة، عرفناك عطوفًا حنونًا، تعود مرضانا، وتعيل أيتامنا، تدرأ بجناحيك العوز والفقر عن محتاجينا وفقرائنا، عرفناك للكرم بحرًا، وللعطاء الطيب نهرًا، ولحسن الخلق معينًا لا ينضب، هكذا حدّثونا عنك، وهكذا عرفناك، وهذا ما سننقله للأجيال عنك. القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نقول إلاّ ما يرضي الله، له الحمد من قبل ومن بعد، له الحمد أن سلطان منّا، وله الحمد أنَّا لسلطان على ذكره وحبه والدعاء له باقون، واليوم نرفع أكفنا كافة نضرع إلى الله الواحد الأحد الفرد الصمد أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يظله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلاّ ظله، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلحقه بمن أحبوا الله فأحبهم، وأن يعوض فيه ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، وأخاه عضده النائب الثاني وذويه وأهله والمواطنين خيرًا، وأن الحمد لله رب العالمين. (إنا لله وإنا إليه راجعون).