البرامج الجادة تصنعها الأرواح المسكونة بالحب الحقيقي للوطن وإنسانه بعكس البرامج الهايفة التي تحاصرك في كل الاتجاهات وفيها من السماجة ما يثقب الخاصرة ومن الوقاحة ما يحقنك بالغم والهم لمدة عام والعجيب أنها تلاقي قبولا ورواجا لدرجة أن بعضها تكونه مجموعات بينهم علاقات قوية هذا يهدي أغنية وتلك تهدي أغنية ورقصني يا جدع وعلى العكس تأتي الثانية مع داوود الشريان ويحضر الحوار الهادف وتأتي معه المواجهة ومع داوود اضحك حين اسمعه يحاصر بعض المسئولين في زوايا حادة ومن ثم يظل يمارس عليهم الضغط فقط ليكشف أقنعة الكذب والزيف وللأستاذ داوود أساليب ترتكز على قاعدة ثقافية تمكنه من أن ينطلق كالنسر ليخطف الحقيقة والويل لمن يراوغ او يلعب مع داوود وهو الإعلامي القدير الذي يستحيل أن يغادرك دون أن يلف دوائره حولك وهو لا يرجو سوى أن يصنع عقودا من الفرح للناس كلهم وبالأمس كنت استمع كعادتي لبرنامجه الذي كان عن الهلال الأحمر وكانت المتاعب كثيرة حيث عدد سيارات الإسعاف القليلة إضافة إلى الطائرات الأربع التي تغطي الرياض ومنطقة مكةالمكرمة وكانت المأساة في عدد الوظائف القليلة كما كان التذمر من مخرجات التعليم من الضيف وكأنه لا يعرف داوود حين انقض عليه ليقول له ولماذا لا يتم تدريب الشباب السعودي وتعاملونهم كمعاملتكم للأجانب الذين يأتون للمملكة سكتم بكتم ومن ثم يتمرسون ويصبحون مهرة إلى هنا والحكاية عادية !!!.... ومن هنا أعود لأقول بأن الهلال الأحمر كان دون المستوى قبل أن يتسلم أموره سمو الأمير فيصل بن عبدالله الذي نهض به في زمن قصير لكني ارجو من سموه طلب نسخة من البرنامج ليستمع للحوار الذي دار بين مواطن طلب وظيفة وهو متخصص ولم يقبل وبين المسئول عن الهلال الأحمر والذي كان ضيفا ماهرا في الرد والمراوغة وهي قضية هذا الوطن الذي ابتلاه الله بأناس يجيدون اللعب بالألفاظ ومثل هؤلاء هم القضية التي تحتاج للإصلاح لكي ننهض من مكاننا إلى أعلى وننتهي من حالة التعب التي تلازمنا ....،،، خاتمة الهمزة ...ما يقدمه زميلنا الإعلامي الكبير الأستاذ داوود الشريان في برنامجه الجاد هو نجاح يليق بالتصفيق ليس إلا لأنه يحاول من خلال الإعلام الهادف تسليط الضوء على بعض القضايا ليحقق الخير للناس له مني كل الثناء والتقدير ..هذه خاتمتي ودمتم.