لغة صارمة تلك هي التي تحدث بها الاتحاد أمام الشباب، وبالتأكيد بروفة مهمة قبل لقاء الغد أمام تشونبوك الكوري، وظني أن جل المقاييس التي سطرها الاتحاد أمام الشباب في الجولة الخامسة من دوري زين، لا تفرز سوى معنى واحداً هو أن الاتحاد يرفض (التنطع) ويعشق التحدي، ولا تقهره الظروف، ولا يميل إلى السباحة في بحور الإخفاق، ولذلك ظل جلداً قاسياً لا تكرهه الأيام على الضعف أو التواري، وتلك سمة توارثها والحرص من الاتحاديين أن تبقى معه ما شاء الله.. وفي الغد يحتاج النمر الاتحادي إلى جلد من نوع آخر، وعلى غرار المعتاد.. وبالتأكيد لن يجاري الاتحاديون الكوريين في استفزازاتهم مهما كانت، لأن الحديث الأفصح يكون على معشب اللعب، وليس على أسطر الصفحات، أو على جداران المواقع .. وفي ظني أن لاعبي الاتحاد أهل لأن يواصلوا السير إلى النهائي بإذن الله، دون أن تهين أو تلين عزائمهم، فمن الفخر أن تكون ممثلا لهذا الوطن ترتدي الأصفر والأسود ومقتضى الحال في الجوهر أن المهمة وطنية، وعلى الآخرين التصفيق، والنظر بعين الإعجاب، وما خلا ذلك علمه عند الله، غير أن الأصل أن تكون القلوب موحدة تدعم العميد.. وهو أمر وجد حشدا مهما من رموز العميد للمحافظة على (وقور) هذا الثمانيني المدقع في الفخر، ولا ضير أن يوازن أمر تجاوز لقاء الغد بالغالي والثمين، فلم يبق على الإنجاز في الوصول إلى النهائي سوى سويعات، ومتى أنجزنا مهمة الغد سهل القادم بإذن الله، شريطة أن يتعاطى الجميع في الفريق مؤداهم النفسي والفني، بدءا بإدارة النادي من الهرم حتى آخر من في خلية العمل، مرورا بالمدرب ووقوفا عن اللاعبين، وتكملة لا يستغني عنها بجماهير العميد، فالأجواء كلها تقول إن اتحاد جدة ماض إلى النهائي، دون نوم على وسادة الأحلام، أو التلكؤ في بذل كل قطرة عرق خلال 90 دقيقة لا يجب التفريط في أي ثانية منها على الإطلاق، قبيل الرحيل إلى مخاض الرد في كوريا، وحسبي أن الأمور تسير كما يجب، والدعاء أن يكفي الله الاتحاد شر صافرة قاهرة، أو تخمين ظالم، أو قرار عائم.