اشتكى أهالي وسكان حي المنتزه أحد الأحياء الكبيرة في الطائف من طفح مياه الصرف الصحي التي أغرقت شوارع الحي وحولت أجزاء عديدة منه إلى بحيرات ومستنقعات مائية ملوثة الأمر الذي أدى إلى انتشار للروائح الكريهة والبعوض المتفشي في الحي بشكل مفجع ومخيف . و لم تقف تلك المياه الآسنة عند ذلك الحد وجريانها في الشوارع بل بدأت في ملاحقة العديد من السكان في منازلهم بعد أن تسربت إلى الأدوار الأرضية من المباني السكنية والتي أصبحت كمسابح مائية مليئة بالمياه الملوثة فيما لم يجد سكان تلك المباني سوى شفطها إلى الخارج عن طريق مضخات تعمل على مدار الساعة فيما بدأ كثيرون منهم بالتفكير جديا في عرض منازلهم للبيع والرحيل عن الحي الموبوء. وبرغم ان الحي يضم بين جنباته 4 إدارات أمنية هامة بالإضافة إلى العديد من المدارس و مركز للهلال الأحمر ومركز صحي قوى الأمن وبرغم مطالبات سكان الحي كذلك للجهات المعنية بسرعة التحرك والتدخل لمعالجة وضع الحي وإنقاذه من كارثة بيئية تحدق به إلا أنه لم يلح في الأفق حتى اللحظة بارقة أمل في معالجة مشكلة الصرف الصحي بالحي والتي لازمت السكان منذ عدة سنوات ، فيما كانت وزارة الصحة قد أجرت تحليلا مخبريا على المياه المتسربة للأدوار الأرضية من المنازل وأكدت في تقريرها ( حصلت المدينة على نسخة منه ) أن تلك المياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي فهي تحمل ميكروبا ناقل لأمراض حمى الضنك والوادي المتصدع والملاريا الأمر الذي زاد من مخاوف السكان يوما بعد آخر. «المدينة» التقت عددا من أهالي الحي الذين تحدثوا عن معاناتهم المزمنة مع مياه الصرف الصحي حيث يقول في البداية المواطن فؤاد بن علي الثبيتي: إن معاناتنا مع مياه المجاري بدأت منذ سنوات عديدة وتقدمنا للجهات المعنية بإيجاد حلول عاجلة لتلك المشكلة وطرقنا أبواب المسؤولين في الطائف لانتشال الحي من كارثة بيئية خطيرة ولكن دون جدوى ولقد سئمنا من الوعود الوردية والتي لم تتجاوز أبواب مكاتب المسؤولين فقط فلا زلنا تنفس هواء ملوثا ونسير في شوارع موبوءة ومنازلنا لم تسلم من تسربات تلك المياه الملوثة وإننا نناشد المسؤولين بوزارة المياه ووحدة أعمال المياه بالطائف بإنقاذنا وأسرنا من الخطر والإسراع في تنفيذ شبكة الصرف الصحي بالحي أسوة ببقية الأحياء الأخرى والتي وصلت إليها الشبكة بالرغم من أن حي المنتزه يفوق تلك الأحياء بسنوات. من جانبه يقول المواطن تركي الزهراني لم أكن أتوقع أن تصل المياه الآسنة إلى عقر داري حيث فوجئت ببدروم منزلي يمتليء بالمياه يوما بعد آخر ولم أجد حلا سوى شفطها بشكل يومي فإلى متى سيستمر الوضع والخطر يحيط بنا وأضاف تقدمت بشكوى لعدة جهات ولكن دون فائدة ونحن نعاني من انتشار البعوض الناقل للامراض والروائح الكريهة الناتجة عن طفح المياه بالشوارع . وطالب الزهراني المسؤولين في وحدة مياه الطائف والجهات ذات العلاقة بالنزول إلى أرض الواقع ومشاهدة الموقف عن قرب حيث أن الوضع لم يعد يحتمل وطالبهم بالإسراع في تنفيذ مشروع الصرف الصحي وإنقاذ الحي وقاطنيه من المخاطر البيئية والصحية . ادارة المياه : القادم أحلى « المدينة « بدورها أجرت اتصالا بمدير وحدة أعمال المياه بالطائف المهندس ناصر السمحان وطرحت عليه معاناة المواطنين بحي المنتزه مع طفح مياه المجاري إلا أنه اعتذر عن الإجابة مكتفيا بقوله : إن القادم من الأيام تحمل أخبارا سارة عن مشاريع الصرف بالطائف.