في جولة ل «المدينة» على المنطقة المؤدية إلى مردم النفايات الخاص بأمانة محافظة جدة رصدت عددًا كبيرًا من المخالفات لعدد من الأطراف من بينها جهات مسؤولة، كما لوحظ انتشار أحواش غير نظامية هنا وهناك، وتستغل بشكل غاشم من قبل مجهولين وافدين من جنسيات متعددة لجمع السكراب والمواد البلاستيكية والإطارات، من بينهم عمال في شركات النظافة التابعة لأمانة محافظة جدة، حيث شوهدت ناقلات النفايات التي تحمل شعار الأمانة وهي تفرغ ما جمعه العمال من هذه المواد بأحد الأحواش. وفيما حذر الدفاع المدني من خطورة ما يحدث داخل هذه الأحواش من تجاوزات بتجميع الطبليات الخشبية واكوام السكراب والبلاستيك والنفايات التي من شأنها إحداث حرائق مهولة تمتد في ثوانٍ الى أجزاء كبيرة من المنطقة وقد تتسبب في ما لا يحمد عقباه، تبادلت أمانة محافظة جدة وبلدية بريمان تقاذف «كرة المسؤولية»، فالأولى تؤكد أن هذه المخالفات تقع في نطاق بلدية بريمان وهي المعنية بها، بينما دافع رئيس البلدية بأنهم رفعوا عدة تقارير للأمانة وأن دورهم انتهى عند هذا الحد. وما يزيد الأمر سوءا أن سلسلة الأحواش المأهولة بهذه المواد المختلفة والتي تحتوي على عدد من المواد المشبعة بمواد بترولية مشتعلة محاطة بكميات كبيرة من الأشجار إضافة الى أن المنطقة تحتوي على عدد كبير من أبراج شركة الكهرباء والموصولة بأسلاك الضغط العالي وكذلك أبراج بعض الشركات المزودة لخدمات الاتصال، وهو ما يجعل تلك المنطقة مهيأة وبشكل كبير للتسبب في حرائق هائلة، قد تأتي على أجزاء كبيرة من محافظة جدة، أي أنها بمثابة «قنبلة موقوتة» قد تنفجر في أي لحظة. وذكر عدد من العاملين على تفريغ كميات السكراب من العمالة الوافدة داخل الأحواش (من بينهم عمال بشركات نظافة جدة) أنهم يعملون على تفريغ هذه الكميات لحساب أشخاص معينين يتقاضون منهم أتعابا يومية ليتم بعد ذلك فرز وتصنيف هذه المواد والسكراب من قبل الاشخاص أنفسهم أصحاب المصلحة من جمع هذه المواد ومن ثم نقلها الى المصانع والتي تحولها الى مواد أولية ومن ثم اعادة تصنيعها، على أن يحصلوا على مبالغ مالية مقابل ذلك. خطر محدق أحمد بن نويجي (صاحب إحدى الإستراحات في المنطقة) يقول: هذه الأحواش باتت خطرا محدقا بالمنطقة المأهولة بشكل كبير، بحيث يمكن حدوث حريق هائل قد يطال أجزاء واسعة من محافظة جدة، فابراج الكهرباء واسلاك الضغط العالي وكميات الأشجار والسلم، بالإضافة الى النفايات وكميات السكراب والإطارات والمواد البلاستيكية التي يعود معظمها أصلا لمواد بترولية قابلة للاشتعال بنسب عالية، كل هذه الأشياء تعزز احتمالات الخطر، مشيرا إلى أن أحد الأحواش غير المرخصة يحتوي على مئات الإطارات مختلفة الأحجام منذ سنوات، وهي في تزايد مستمر مشكلة خطرا واضحا لوقوعها تحت ابراج الكهرباء التي تغذي محافظة جدة ومكة المكرمة، وقد تشتعل بفعل الحرارة والرياح والعوامل الطبيعية او كيد أحد المفسدين. مجاملات ومحسوبيات مصادر «المدينة» كشفت عن عدد من التقارير التي رفعت للجهات المسؤولة بأمانة محافظة جدة عن هذه الأحواش بأنها غير نظامية ومخالفة وبها عدد من الإشكاليات ويدور داخلها عدد من التصرفات غير المسؤولة، إلا ان الأمر لم يؤخذ بعين الاعتبار ولم يتم التعامل معه في سبيل المجاملات والمحسوبيات والتهاون رغم ما تنطوي عليه من مخاطر. خلاف: أنا مشغول وفي اتصال هاتفي بمدير عام إدارة النظافة المهندس سامي خلاف ذكر «أن هذه الأحواش معروفة، وهناك عقوبات وغرامات مالية وترحيل يتخذ بحق العاملين الوافدين»، وأضاف «أن هذه الأحواش تقع تحت مسؤولية بلدية بريمان كونها تقع في النطاق الكائن تحت مسؤوليتها». وعند سؤاله عن أسباب عدم اختفاء هذه الأحواش وازالتها خاصة أنها غير نظامية، وكذلك عدم توقف العاملين في ممارسة هذه الأعمال والانتباه للعمل المناط بهم، قال أنه منشغل باجتماعات ولا يمكنه الحديث أبدا خاصة أن الموضوع ليس من اختصاصه. بلدية بريمان: انتهى دورنا برفع التقارير من جهته ألقى رئيس بلدية بريمان عبدالله العجمي باللائمة على الإدارة العامة للنظافة بأمانة محافظة جدة، مشيرا إلى أنهم قاموا بأداء واجبهم في ما يخص هذه الأحواش من خلال القيام بجولات عليها ورصد أبرز سلبياتها، وكونها قائمة بشكل نظامي أو غير ذلك، وتم رفع تقارير عديدة للإدارة العامة للنظافة أكثر من مرة. من المسؤول؟ وهكذا وجدنا أنفسنا في حيرة شديدة من وضع هذه الأحواش والجهة النظامية المسؤولة عن التعامل معها وتنظيمها أو إزالتها وكشف ما يدور بها من انشطة يسيرها اشخاص جل همهم هو جمع المال والتكسب خصوصا مع تعثر الوصول إلى وكيل أمين محافظة جدة للخدمات المهندس علي القحطاني بعد تكرار الاتصال عليه أكثر من مرة. الدفاع المدني: حوادث متكررة تستنزف طاقاتنا عبر مصدر مسؤول بإدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة عن استيائه لما يحدث بهذه الأحواش من تجاوزات وتجميع للطبليات الخشبية واكوام السكراب والبلاستيك والنفايات التي من شأنها إحداث حرائق مهولة تمتد في ثوانٍ الى أجزاء كبيرة من المنطقة، وقد تتسبب في ما لا يحمد عقباه كون المنطقة مأهولة بعدة عوامل مساعدة على وقوع كارثة في حال نشوب حريق. وأضاف المصدر نفسه: تعاني وحدات الدفاع المدني وبشكل كبير من استنزاف طاقاتها بشكل متكرر من جراء هذه الحوادث، مشيرا الى تعاملهم في الآونة الأخيرة مع أكثر من حريق في مثل هذه الأحواش جنوب محافظة جدة حيث تطلب الأمر مزيدا من الوقت والجهد وكميات وافرة من المياه وعمل عدد مضاعف من عناصر الاطفاء والإخلاء.