تحولت مساحات كبيرة من الأراضي البيضاء غرب بريمان شمال شرق محافظة جدة إلى مقلب للنفايات ومخلفات البناء، مشوهة بذلك المنظر العام للمنطقة، وتسببت في كثير من المشاكل للأهالي ومستخدمي الشوارع الداخلية للحي، فيما ألقت عدة جهات المسؤولية على الأخرى. واستغل بعض الأشخاص تلك الأراضي بادعاء ملكيتها وتحصيل»رسوم خدمة» من أصحاب السيارات ذات الحمولات الكبيرة من السكراب ودمار الأبنية والأتربة بتفريغ حمولاتها داخل هذه الأراضي مقابل مبالغ رمزية تصل إلى ثلاثين ريالا لكل حمولة. ويدعى بعض العاملين في ذلك العمل «غير المشروع» أن عملهم لا يخل بأي نظام، وأنه بعلم أمانة محافظة جدة، فيما يعانى سكان الشوارع القريبة من تلك المرادم من سلبيات عديدة ناتجة عنها. وقال أحد المسؤولين عن هذه المشاريع: «نحن نعمل في ملكنا الخاص والأمانة على علم تام بنشاطنا.. وأن عددًا من السيارات الكبيرة العاملة بمشاريع كبرى معروفة تأتي لتفرغ حمولاتها لديهم مشيرًا إلى أن الأرض ستسور بالكامل قريبًا. ويقول حامد الحارثي: «أنا من سكان حي بريمان، وأتضجر حقًا لرؤية هذه المشاهد والممارسات خصوصًا أن المشكلة آخذة في التفاقم وتحولت إلى واقع مرير»مشيرًا إلى أن تلك المرادم كانت عبارة عن أحواش مغلقة بها أشكال متعددة من المخالفات وقدم الأهالي الشكاوى بخصوصها للجهات المختصة دون تجاوب معها إلى أن تحولت إلى عمل منظم وتجارة رابحة للبعض، وطالب الجهات المسؤولة بسرعة التحرك وتنظيم منطقة بريمان أسوة بغيرها من الأحياء بجدة. أما أحمد المحمادي فأشار إلى أن أخطار تفريغ الشاحنات والمعدات لما تحمله من مخلفات البناء والمباني والأخشاب والتراب والإطارات تضاعف بعد قيامهم بحرقها حيث ينتج عنها أبخرة وملوثات عديدة تجلب الأمراض لأبناء المنطقة. ولفت علي المنصور إلى أنه من الممكن قيام ملاك هذه الأراضي بتخطيطها يوما ما وبيعها لهؤلاء العابثين: «وهذه بحد ذاتها كارثة كبرى» مشيرًا إلى أن هذه من الإشكالات الكبيرة التي تواجهها محافظة جدة حاليا، ففي الوقت الذي تعاني فيه المحافظة من شح الأراضي هناك مساحات كبيرة يتم استخدامها في أعمال غير منظمة وضارة بالبيئة. «المدينة» تحدثت إلى ثلاث جهات بأمانة محافظة جدة حول مشكلة المرادم العشوائية، وقال مديرعام النظافة بأمانة محافظة جدة سامي خلاف إنه ليس للنظافة علاقة بما يخص هذه المرادم مشيرًا إلى أن مسؤوليتها تقع بين الإدارة العامة للمرادم وبلدية بريمان الفرعية. ومن جانبه نفى رئيس بلدية بريمان المهندس عبدالله العجمي أن تكون مسؤوليتها مناطة بالبلدية الفرعية لافتًا إلى أن كل ما يخص الردم وغيره بأي موقع بمحافظة جدة يقع وبشكل مباشر تحت مسؤولية إدارة المرادم العامة. وأضاف: «نحن لا نتدخل في هذا الشأن سوى في بعض الحالات النادرة كأن يتقدم أحد المواطنين بشكوى تفيد تضرره من بحيرة مياه بأرضه المملوكة له بصك شرعي واضح، وفي هذه الحال يسمح له بردمها بطريقة صحية ذات معايير سليمة وتحت إشراف البلدية الفرعية، وما عدا ذلك فليس للبلدية الفرعية علاقة به». وأخيرًا قال مدير عام المرادم المهندس عادل المرواني «نعم ولكن مسؤولية إدارة المرادم تقتصر على المرادم المملوكة للأمانة والمصرحة، وما عدا ذلك فليس لإدارة المرادم أية سلطة عليها أبدًا، وأضاف: هذه المرادم العشوائية وما يحدث بها من مخالفات أو رسوم وغيرها مسؤولية بلدية بريمان الفرعية كونها تقع في نطاقها الرسمي، ومن المفترض أن تقوم هي بمتابعتها والتعامل معها».