اكتشفت شركة IBM أخيرًا ما سبقتهم أنا شخصيًا إلى اكتشافه بل وممارسته قبل سنوات طويلة سابقة. فقد قامت شركة IBM أخيرًا بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار لطرح برامج توازن بين حياة الموظف وبين وظيفته، وكان أحد هذه البرامج هو العمل بالإنجاز أو مؤشرات الأداء وليس بالحضور إلى مكاتب المؤسسة، فلا يهم المؤسسة إن كان الموظف على مكتبه في الوقت المحدد أم لا وكل ما يهمها هو أن ينجز عمله في الوقت المحدد حتى أصبح أكثر من 40% من موظفي IBM يعملون اليوم خارج مكاتب الشركة، سواءً من منازلهم أو من مقاهي الأنترنت أو أي مكان في الدنيا. هذه الفلسفة في العمل اعتمدتها مع نفسي ببلاش ودون أي دراسة أو تكاليف. فالإنجاز هو الحكم وليس الحضور المبكر إلى المكتب! لكن أعترف أن هذه الفلسفة شكَّلت لي بعض الإحراجات في بعض الأحيان. ومن أبرز المواقف خطاب من مسؤول بالوزارة يقول: إنه لاحظ تأخري عن الحضور عن ساعات العمل المُقررة. فقمت بإجابته بأنني كنت أتمنى كما لاحظ تأخري عن ساعات العمل أن يلاحظ أيضًا تأخري في الانصراف إلى ما بعد ساعات العمل المُقررة، ناهيك عن التكليف ببعض المهمات خارج وقت العمل.. إلخ. الطريف في الأمر أنني عرفت فيما بعد أن الخطاب كان تعميمًا لكل السفراء ومديري الإدارات بالوزارة ولم يكن يخصني وحدي، كما اكتشفت، عندما أصبحت أبدر بالحضور، أن التأخر في الحضور هو ظاهرة عامة لا تخصني وحدي. لكن صدق المثل الذي يقول: «اللي على راسه بطحة يحسس عليها»!!