وقعت مواجهات دامية فى القاهرة مساء امس بين متظاهرين اقباط قدر عددهم بنحو 10 آلاف، وصلوا إلى مبنى التليفزيون فى (ماسبيرو)على كورنيش النيل وسط القاهرة وبين القوات المسلحة وخلفت الصدامات فى «حصيلة اولية» ثلاثة شهداء من الجيش وعشرات المصابين من الجنود أثر إطلاق النار عليهم من قبل الأقباط ، وفى وقت لاحق قال د.عادل العدوى، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون الطب العلاجى، أن الاشتباكات فى منطقة ماسبيرو، بين الاقباط والجيش، أسفرت عن19 حالة وفاة فيما تحفظت قوات الامن على اربعة جثث مجهولة الهوية واصيب اكثر من 156 شخصا مؤكدا أن حالات الوفيات مرشحة للزيادة خلال الساعات المقبلة نظرا لخطورة الاصابات التى تراوحت مابين بين كسور وجروح خطيرة وطلق نارى « خرتوش». وكان بعض المتظاهرين قد قاموا برشق قوات الأمن بالحجارة، وإشعال النار في بعض عربات القوات المسلحة المتواجدة حول المبنى ،واثر ذلك هرعت تعزيزات كبيرة من الأمن المركزي والشرطة العسكرية إلى ماسبيرو، وانتقل إلى مكان الحادث المستشار عبد المجيد محمود لمعاينة مكان الحادث وشكل لجنة للوقوف على أسبابه ،كما عقد وزير الداخلية اللواء منصور عيسوي اجتماعاً عاجلاً بقيادات الوزارة لبحث تداعيات الحادث ،وأجرى رئيس الوزراء د.عصام شرف اتصالات مع المجلس العسكرى لاحتواء الموقف. وألقى الجيش القبض على أكثر من 25 قبطيا وحولهم الى النيابة العامة ، وتم وضع جميع المصابين منهم تحت الحراسة الأمنية المشددة ، وتم فرض «كردون» أمنى أمام المبنى، وشهدت المنطقة تواجدا كثيفا للأمن وقوات الدفاع المدني في محاولة للسيطرة على النيران المشتعلة، وجرى إغلاق مداخل ومخارج الطرق المؤدية إلى التلفزيون كإجراء أمني احترازي ،كما تم منع دخول و خروج الموظفين من ماسبيرو. وكان المتظاهرون الأقباط قد قاموا بقطع مختلف الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير وكوبري أكتوبر ،كما قاموا برشق سيارات المواطنين بالحجارة وإنزال أصحابها ، وتوقفت حركة المرور نهائياً فى الاتجاه إلى كوبري 6 أكتوبر من شارع الجلاء، وقام المتظاهرون من الأقباط بالاعتداء على ثلاثة ضباط أمن مركزي كانوا متجهين إلى ماسبيرو، وسيارة شرطة، وقاموا بتحطيم أتوبيس نقل عام،كما احرقوا عددا من السيارات على كورنيش النيل. وقامت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ،وكانت المظاهرات قد بدأت مسيرتها من شبرا متجهة إلى ماسبيرو، لكن الأمن منعهم، وقامت قوات الأمن بإحاطة ميدان التحرير بسياج أمنى حتى لا يتم الاعتصام فيه. وجاءت المظاهرات على خلفية أحداث كنيسة بقرية «المريناب» بمركز إدفو بمحافظة أسوان الجمعة قبل الماضي عندما شرع عدد من المسيحيين في تحويل مضيفة إلى كنيسة بالقرية ،مما تسبب فى تازيم الاوضاع بين مسلمي ومسيحيي القرية وقيام عدد من الشباب الغاضب بهدم أجزاء من المضيفة مثار الجدل باعتبار أنها شملت أعمالاً مخالفة للقانون ولعدم حصولهم على تصريح ببناء كنيسة.