روح المحبة تجلّت، والتفاعل كان حاضرًا، مطالب الشباب يستقبلها أمير المنطقة، إجابات حاضرة وتعقيبات سريعة، لقاء يسوده الود وتغشاه الصراحة، لتكون النتائج في النهاية رائدة. هذا الواقع عاشته قاعة المحاضرات الكبرى ومدرجات كلية الطب بجامعة طيبة، في لقاء أقامته مؤسسة المدينةالمنورة الخيرية لتنمية المجتمع بالشراكة مع الجامعة، وهو نابع من فكر الأمير المحبوب الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس مجلس إدارة المؤسسة. اللقاء في مجمله كان جميلًا، وزاد من جماليته الانفكاك بعض الشيء عن الرسميات، ومنح الشباب فرصة للتعبير عن مطالبهم وجها لوجه دون حواجز أو حجب. وكم راق لي الصراحة التي امتازت بها بعض الأسئلة المطروحة، والتي كان من ضمنها المطالبة بلقاءات مباشرة مع المسؤولين ومنح الفرصة للشباب في طرح الأفكار والمقترحات، وكذلك تشكيل مجلس شبابي عن طريق الانتخاب واختيار ممثل له في مجلس المنطقة بالإضافة إلى المطالبات بأمور هي موجودة في معظم مدن المملكة وليس لها وجود في المدينة كالمخيمات الشبابية والأسواق النسائية ومراكز التطوع وغيرها، وقد أثلج الصدر تجاوب الأمير لكل هذه المطالب، وتأييده لها، وقد ذكر بالحرف الواحد: «لن يهمّش أي رأي أو اقتراح يصب في مصلحة الشباب والشابات». ولفتة إلى صراحة الأمير عندما تحدث عن السعودة والمناطق التي لا تتوفر فيها الخدمات وارتفاع الأسعار وأهمية وجود مناطق للترفيه والمكتبات... وغيرها، في حس ينم عن مواطنة حقة. إن مثل هذه اللقاءات يرجى استمرارها، ومن اللافت أن هذا هو اللقاء الموسوم ب (الأول) مما يعني -ضمنًا- أنه سيُتبع بثان وثالث إن شاء الله. ونتمنى أن تكون مساحة التعبير أوسع، فالشاب يفترض أن يتحدث بلا ورقة، وبلا تكلُّف، وهو ما يرجى تحقيقه في اللقاء القادم. أما المفاجأتان اللتان ادخرهما سمو الأمير للشباب (وهذا فكر شبابي؛ فهم يحبون المفاجآت بالطبع) فقد تم الإفصاح عنها من قبل سموه في ختام اللقاء، ويتمثلان في أمرين: الأول: إنشاء كرسي للتطوع بجامعة طيبة، وهنا نأمل تفعيل هذا الأمر في أقرب وقت؛ فمن المعلوم أن مؤسسة المدينة الخيرية لتنمية المجتمع قد تبنت مركزًا للتطوع، فيرجى التكامل والإسراع في التفعيل؛ ليجد الجميع فرصة لبذل الخير للمجتمع وللوطن. والثاني: تخصيص أرض مساحتها مليون متر مربع كمدينة شبابية، يتولى الشباب أمرها وتصميمها وتخصيص جزء منها للاستثمار، وكأن الأمير أراد أن يجعل الشباب في مواجهة مع تحدٍ كبير، ولسان حاله: هذه مدينتكم فانثروا إبداعاتكم وها هي الفرصة أمامكم فلتحققوا طموحاتكم. إن الشباب طاقة يفترض استثمارها، وأفكار يجب مراعاتها، وثروة ينبغي أن تعود بالنفع على الوطن، وإقامة مثل هذه اللقاءات وتفعيل المطالب سيكون من أهم الأمور التي تحقق الأهداف المرجوة، ويبقى تحقيق مطالب الشباب: بلقاءات دورية مع المسؤولين أمرًا ملحًا، والشباب ينتظرون تفعيله!