يشكو أهالي بحرةجنوب شرق محافظة جدة من شح الخدمات والمشاريع الرئيسة بالرغم من الحاجة الماسة لها، لافتين إلى تأخر الجهات الحكومية في تنفيذ هذه المشاريع والخدمات بالرغم من موقع المنطقة المفصلي بين مدينتين كبيرتين (مكةالمكرمة، وجدة)، مشيرين إلى انتشار العشوائية في البناء، ووجود منازل مهجورة تسببت في العديد من المشاكل الأمنية، إضافة إلى الانتشار السريع للمصانع بالرغم من وجود مخالفات للاشتراطات الصحية بها - على حد قول البعض منهم - وكذلك الموقع الخاطئ لحلقة الأغنام والتي داهمتها سيول الأربعاء الشهيرة متسببة في إحداث أضرار عديدة به. وطالب الأهالي الجهات المعنية بتنفيذ الخدمات والمشاريع الغائبة عن المنطقة منذ نحو 30 عاما - على حد قولهم - . وفي المقابل كشف مسؤول في الدفاع المدني عن أن 80% من منازل منطقة بحرة عشوائية البناء وتقع في بطون الأودية وبالتالي تشكل تهديداَ على سكانها وحدوث أضرار كبيرة أثناء هطول الأمطار، موضحا أن هذه العشوائية كانت سببا رئيسيا في إعاقة وصول الكثير من الخدمات للمنطقة، وبالتالي لا بد من وجود حل جذري من قبل الجهات المختصة للتقليل من هذه العشوائية. وتحدث مسؤول في بلدية بحرة الفرعية عن وجود خطة ودراسة تقوم بها البلدية قريباَ لوضع آلية معينة حول كيفية معالجة مشاكل الأحياء العشوائية بالمنطقة وتطويرها، مشيرا إلى أنه تم منح المحلات التجارية الواقعة على الطريق العام مهلة جديدة إلى مطلع العام المقبل لتحسين خدماتها في ما يختص بالاشتراطات الصحية وتطبيق وسائل السلامة. 30 عاما نحلم بالخدمات وقد تحدث ل «المدينة» عدد من أهالي بحرة معبرين عن معاناتهم المستمرة منذ عدة عقود بسبب غياب الخدمات، منهم محمد الحربي والذي قال: نعاني من شح الخدمات منذ 30 عاما، وقد تقدمنا أكثر من مرة للجهات الحكومية المعنية بالمنطقة لإيجاد حلول مناسبة والاستجابة لمطالبنا، إلا أنهم لم يقوموا بأي تجاوب يذكر حتى الآن. وأشار إلى العشوائية الواضحة بالمنطقة و التي أصبحت عنواناَ لها، سواء أكان ذلك للطرق أو المحلات التجارية أو داخل الأحياء، وهو ما من شأنه أن يشكل تهديداَ صريحا لحياة الأهالي خاصة من النواحي الأمنية والصحية. وأوضح أن العشوائية تسببت في وقوع معظم مباني الجهات الحكومية بالمنطقة داخل الأحياء بشكل عشوائي وخاطئ - حسب رؤيته - وبالتالي أحدث صعوبة لدى الأهالي في الوصول لتلك الجهات الحكومية التي تعاني أساسا من قلة المواقف وضيق المساحة. وأضاف: المنطقة تعاني من وجود منازل مهجورة إمتدت إلى العديد من الطرقات وداخل الأحياء، متسببة في الكثير من الجرائم الأمنية من خلال استغلال ضعاف النفوس لها في تمرير جرائمهم ومنه استخدام وترويج المخدرات. وطالب الحربي المسؤولين بالنظر لحال المنطقة وإيجاد حلول لهذه المشاكل والاستماع إلى مطالب الأهالي وتنفيذها . غياب «الصرف» وتكدس النفايات وأوضح حامد المعبدي أن المنطقة لا توجد بها شبكات لمياه الصرف الصحي والمياه الجوفية، مشيراَ إلى أن المنطقة تأثرت بمياه الصرف الصحي التي تسببت في تصدع بعض المنازل والممتلكات، إضافة إلى وجود كم هائل من الحشرات بين أزقة الأحياء، مما قد ينبئ بتفشي أمراض وبائية لا سمح الله. وبين أن المنطقة تشكو كذلك من سوء خدمات النظافة وتراكم النفايات داخل الأحياء، نظراَ لقلة عمال النظافة والحاويات،لافتاَ إلى أنهم تقدموا بشكواهم للجهات المسؤولة مرات عديدة، لكن لم تتم الاستجابة لهم، ومع إستمرار وعودهم في كل مرة بقي الحال على ما هو عليه!!. انتشار المصانع وأضاف سعدالله سعود السلمي، بأن المنطقة تعاني من وجود بعض المصانع في أماكن خاطئة داخل الأحياء السكنية، وهو ما تسبب في العديد من مظاهر التلوث البيئي، بالرغم من عدم إلتزام البعض منها بالاشتراطات الصحية. وبين أنهم طالبوا المسؤولين في الأمانة بإزالة تلك المصانع أو نقلها إلى مكان آخر للحد من أضرارها، إلا أنهم لم يتلقوا أي جواب منها!!. لجان لتنظيف بطون الأودية أوضح مدير مركز الدفاع المدني بمنطقة بحرة العقيد عمر المجنوني أن هناك لجانا تقوم بتنظيف بطون ومجاري الأودية المحيطة بمنطقة بحرة وإزاحة المنازل الواقعة في مسارها، لافتا إلى أن هذه العشوائية دفعت بالكثير من الأهالي إلى البناء وسط مجاري الأودية وبطونها. وبين أن 80% من منازل بحرة تعتبر عشوائية البناء وتقع في بطون الأودية، وهي تشكل تهديداَ لسكانها وتساهم في حدوث أضرار أثناء هطول الأمطار، مؤكدا على أن هذه العشوائية كانت سببا رئيسا في إعاقة وصول الكثير من الخدمات للمنطقة، وبالتالي لا بد من وجود حل جذري من قبل الجهات المختصة للحد من هذه العشوائية. وأوضح أنه تم إغلاق العديد من المحطات في المنطقة لمخالفتها للاشتراطات الصحية وعدم الإلتزام بوسائل السلامة، كما تم التأكيد على ترحيل حلقة الأغنام ببحرة إلى مكان آخر مناسب، وذلك لوقوعها وسط أحد الأودية الكبيرة، وهو ما تسبب في حدوث أضرار وتلفيات كبيرة بها في كارثة سيول العام الماضي. خطط للتخلص من العشوائية وآلية ل «المهجورة» كشف المهندس علي الغامدي رئيس بلدية بحرة الفرعية ل «المدينة» عن وجود خطة ودراسة لدى بلدية المنطقة لوضع آلية معينة حول كيفية معالجة مشاكل الأحياء العشوائية بالمنطقة و تطويرها . وبين أن البلدية منحت المحلات التجارية بالمنطقة مهلة جديدة إلى مطلع العام المقبل لتحسين خدماتها في ما يختص بالاشتراطات الصحية وتطبيق وسائل السلامة. وأشار إلى وجود منازل عديدة مهجورة بالمنطقة قد تشكل خطراَ في حال بقائها، لافتا إلى أن هناك آلية تتبعها البلدية في التعامل مع مثل هذه المنازل المهجورة، وذلك عبر البحث عن أصحابها والاتفاق معهم حول وضعها، ويمر ذلك عبر خطوات وإجراءات عديدة أبرزها نزع الملكيات وتعويض أصحابها. وأكد أنهم يتابعون المصانع التي أخلت بشروط السلامة وأحدثت ضرراَ بيئياَ على سكان المنطقة، وذلك لتصحيح أوضاعها . وقال: في ما يخص النظافة بالمنطقة، هناك موقع أساسي لتفريغ النفايات بمنطقة مكةالمكرمة، مع وجود محطة انتقالية بمنطقة بحرة على طريق «الحدا،الجموم» يتم استخدامها لتفريغ النفايات. ووعد المهندس الغامدي عبر «المدينة» أهالي بحرة بتوفير جميع الخدمات المتعلقة باحتياجات المنطقة، مؤكدا على أنها ستصبح خلال الفترة المقبلة بشكلِ مغاير .