تسبّبت الأحداث التي شهدتها بعض الدول العربية في الفترات الأخيرة، في الخروج بالدراما الخليجية إلى آفاق جديدة لم تتطرّق لها من قبل، وقد أحسن الخليجيون استثمار هذه الفرصة، لتكون أملًا وعمرًا جديدًا للدراما الخليجية. في شهر رمضان المبارك الماضي كانت الأعمال الدرامية الخليجية أكثر من خمسة وأربعين عملًا فنيًا، كان نصيب الكويت منها حوالي واحد وعشرون عملًا، ثم تلتها السعودية بحوالى أحد عشر عملًا كوميديًا وتراجيديًا وكارتونيًا، فيما توزعت بقية الأعمال على بقيه دول الخليج. ومن خلال متابعة الدراما الخليجية هذا العام لوحظ دخولها إلى فضاءات وأماكن جديدة، فجاء مسلسل «توق» للشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن لافتًا، وإن كان يظهر عليه أن تنفيذه كان في وقت قياسي، فمخرج بحجم شوقي الماجري ارتبطت أعماله بالنجاح بدت قدرته كبيرة في شد اهتمام النخبة من المشاهدين وإن كان أخفق في اختيار الممثلين وتغييب الممثلين السعوديين التي يفسرها البعض أن التصوير كان في سوريا وكانت هناك اعتذارات كثيرة من الممثلين السعوديين وإن كان تواجد الممثل عبدالمحسن النمر قد جاء أقل بكثير من المستوى لتكراره نفس الأداء في كل أعماله. كما بدا واضحًا أن الدراما الخليجية تتجه للبطولات النسائية في بُعد واضح عن قضايا الشباب. وواصلت الكوميديا سيطرتها وتسيّدها لنسب المشاهدة العالية حتى في أعمال متواضعة ولكن الاتجاه الأكبر لدى الجمهور كان كوميديًا كطابع رمضاني مستمر، وجاءت الكوميديا السعودية هذا العام في أشكال مختلفة ما بين الحلقات المنفصلة (طاش ما طاش)، وأخرى ذات الحلقات المتصلة (قول في الثمانينات وسكتم بكتم)، وثالثة سيت كوم (فينك- أم الحالة) ورابعة كارتون (مصاقيل والعميل كوبرا). كما بدا لافتًا ظهور «كركترات» وشخصيات هي ظهور شخصيات كوميدية جديدة خارج الإطار التقليدي، كشخصية «المعلم محرز» للفنان حسن عسيري التي حققت نجاحًا كبيرًا، وكذلك شخصية “جمل” للفنان حبيب الحبيب التي أجاد فيها واستخدم كل حركات وتعبيرات وجهه وجسده لتبرز شخصية لطيفة في النهاية، وأيضًا شخصية “شجاع الكحلي” للفنان عمر الديني الذي جسّد شخصية متناقضة مع جسمه وما اعتاد عليه الجمهور منه وكان ضاحكًا ومبكيًا في نفس الوقت. أفضل الأعمال من خلال ردود فعل الشارع المحلي والآراء بعد انتهاء الشهر الكريم، كانت الاتجاهات لكثير من المشاهدين والمتابعين تتجه نحو الأعمال التالية: أفضل المسلسلات الكوميدية الخليجية كان في المرتبة الأولى مسلسل «طاش ما طاش» الذي ما زال يحتفظ بعرشه ومتابعته من الجمهور رغم سهام النقد الموجهة له والمطالبة بالتجديد إلا أن الثنائي (السدحان والقصبي) ما زالا قادرين على جذب المشاهد. وفي المرتبة الثانية جاء مسلسل «قول في الثمانينات» رغم أن البعض يرى أنه كان الأجدر أن يقدموا حلقات منفصلة، وقد ظهر واضحًا عدم خبرتهم في التعامل مع السقف الرقابي العالي الجديد للتلفزيون السعودي المختلف نوعًا ما عن سقف التعامل مع الام بي سي إلا أن العمل جاء بسيطًا وسلسًا وحظي بالمتابعة الجماهيرية. وفي المرتبة الثالثة جاء المسلسل الكويتي «الفلتة» للفنان طارق العلي الذي أثبت أنه مخزون كوميدي هائل من خلال قصة مشوّقة وفيها أيضًا الأجواء الشعبية، كما حقق الفنان فايز المالكي نجاحًا ملحوظًا في الأيام الاولى من رمضان ولكنه عاد وتراجع بعد اتهامات كبيرة بالمباشرة في الطرح إلى حد كبير. وفي المسلسلات التراجيدية جاء المسلسل الكويتي «بوكريم في رقبته سبع حريم» ليحتل المركز الأول من خلال قصة اجتماعية حزينة لسبع بنات في عائلة واحدة وكل فتاة لها حلمها وهمومها الخاصة، وجاء فى المركز الثاني المسلسل الكويتي أيضًا «بنات الثانوية»، وفي المركز الثالث مسلسل «توق» وهو قصة الأمير بدر بن عبدالمحسن والتي تدور في عالم فنتازي وواقعي يربط بين الشرق والغرب قبل مئة عام. أفضل الممثلين بالنسبة لأداء الفنانين في الأعمال الكوميدية جاء في المركز الأول الفنان ناصر القصبي الذي نوّع في شخصياته وانتزع الضحك من المشاهد وتميز بحضور طاغ، وأما المركز الثاني فحصل عليه الفنان حسن عسيري على أدائه في الشخصية الجنوبية الجديدة «المعلم محرز» وهي شخصية مثالية وتلقائية واجتهد فيها العسيري شكلًا ومضمونًا، وجاء في المركز الثالث الفنان طارق العلي بتلقائيته وطبيعة دوره. وفي الاعمال التراجيدية فقد أحرز المركز الأول الفنان سعد الفرج من خلال شخصية «بوكريم»، وفي المركز التاني جاء الفنان خالد أمين لأدائه المتميز فى مسلسل «علمني كيف أنساك»، وفي المركز الثالث الفنان أحمد الصالح من خلال أدائه في مسلسل «هوامير الصحراء». وبالنسبة للممثلات الكوميديات، فجاءت أولًا: الفنانة منى شداد في مسلسل «الفلتة»، ثم فخرية خميس في «سكتم بكتم»، والفنانة سحر خليل عن مسلسل «قول في الثمانينات». وفي أفضل الممثلات في الأعمال التراجيدية جاءت أولًا الفنانة القديرة سعاد عبدالله عن مسلسل «فرصة تانية»، ثم مروة محمد عن مسلسل «جفنات العنب»، ثم ميساء مغربي في المركز الثالث عن مسلسل «هوامير الصحراء». الإخراج والتأليف في الإخراج جاء سائد الهواري من خلال مسلسل «بنات الثانوية» في المركز الأول، تليه منير الزعبي بمسلسل «بوكريم في رقبته سبع حريم»، وفي المركز الثالث جاء حسين آبل عن مسلسل «قول في الثمانينات». وفي التأليف الكوميدي جاء في المركز الأول علاء حمزة عن مسلسل «قول في الثمانينات»، ثم في المركز الثاني الكاتب فايز العامر عن مسلسل «الفلتة»، ثم في المركز الثالث الكاتب عبدالعزيز المدهش عن مسلسل «سكتم بكتم».