نفت القوة الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان تدهور الوضع الأمني بعدما أشارت الأممالمتحدة إلى ارتفاع عدد الحوادث في البلاد. يأتي ذلك، فيما أعلن وزير الخارجية الأفغاني زلماني رسول أمام الأممالمتحدة الخميس أن جهود المصالحة التي تقوم بها السلطات الأفغانية مع مقاتلي حركة طالبان ستستمر رغم اغتيال الرئيس السابق برهان الدين رباني. وقالت قوة المساعدة الأمنية الدولية (ايساف) في وقت متأخر الخميس إن «الهجمات التي يشنها العدو كانت أقل بنسبة 2% في الاشهر الثمانية الأولى من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة العام الماضي». وذكرت الأممالمتحدة الأربعاء أن أفغانستان تشهد مستويات من انعدام الامن تثير القلق حيث ارتفع المتوسط الشهري للحوادث الامنية في الاشهر الثمانية الاولى من العام الحالي بنسبة 39% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وأوضح المتحدث باسم ايساف كارستين جاكوبسون في مؤتمر صحفي أن «البيانات الأمنية للأمم المتحدة وايساف تختلف من حيث تصنيفها وطريقة جمعها، وحجمها». وقال إنه في الثلاثة أشهر السابقة على أغسطس الماضي، تراجعت الهجمات التي يشنها العدو بنسبة 17 بالمئة مقارنة بنفس الفترة العام الماضي. تجدر الإشارة إلى أن ربع الحوادث التي تعتبرها الأممالمتحدة حوادث أمنية ليست مدرجة ضمن تعريفات قوة إيساف، ولا سيما أنشطة القوات الأفغانية والدولية الموالية للحكومة. وقال جاكوبسين متحدثا عن الخسائر البشرية التي تتسبب فيها القوات الأفغانية والناتو: »نتابع أغلبية هذه الحوادث ولكن لا نصنفها على انها حوادث امنية». إلى ذلك، اعلن وزير الخارجية الأفغاني زلماني رسول امام الأممالمتحدة الخميس أن جهود المصالحة التي تقوم بها السلطات الأفغانية مع مقاتلي حركة طالبان ستستمر رغم اغتيال الرئيس السابق برهان الدين رباني. وصرح زلماي خلال اجتماع للدول ال 15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي «اريد أن اطمئن مجلس (الامن) لجهة أن عملية المصالحة مستمرة رغم هذه الخسارة». واضاف: «لقد اجتزنا مراحل عدة» منذ سقوط نظام طالبان قبل عشر سنوات، الا أن «نجاح العملية الانتقالية متعلق بالدعم الثابت من قبل الاسرة الدولية». من جهته، اعتبر مساعد السفير الروسي لدى الأممالمتحدة ايغور بانكين أن اغتيال اسامة بن لادن في مطلع مايو من قبل القوات الأمريكية لم يحقق «تقدما» في أفغانستان. وصرح بانكين «نلاحظ ذلك في الوتيرة اللافتة للاعمال الارهابية واغتيال مسؤولين أفغان رفيعي المستوى بالاضافة إلى التوتر في باكستان والزيادة في الخسائر بين جنود قوات التحالف في أفغانستان». وشدد على أن «الوضع مقلق في المناطق التي نقلت فيها مسؤولية الامن إلى القوات الأفغانية وذلك على الرغم من استمرار وجود قوات التحالف الدولي التي تمدها بالمساعدة». من جهته، اعتبر رئيس مهمة الأممالمتحدة في أفغانستان ستيفان دي ميستورا أن الاشهر الثلاثة المقبلة «ستشكل تحديا امنيا»، مشيرا إلى أن اعمال العنف التي تقوم بها حركة طالبان ضد السكان المدنيين كلفتها من الارواح البشرية «مرتفعة». واعتبرت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس أن اغتيال رباني «سيزيد من تصميم الجميع» على مساعدة أفغانستان. وشدد السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة جيرار ارو على ضرورة أن توجه الاسرة الدولية رسالة تؤكد على «وحدتها» ازاء الوضع في أفغانستان.