تمر علينا ذكرى اليوم الوطني الحادي والثمانين لتوحيد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه المملكة العربية السعودية ونحن نعيش عهدًا زاخرًا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، حيث ازدهر العلم، وتطورت المناهج، وانتشرت الجامعات، وحورب الفساد، وأعطيت المرأة حقها، وضرب أصحاب الفكر الضال في مخابئهم، وشهد البلاد تطورًا مذهلًا في العمران والبناء، كما شهدت مكةالمكرمة عامة والحرمين الشريفين خاصة توسعات كبيرة تعد من أكبر التوسعات على مر التاريخ، وإنجازات مذهلة تمثلت في مشروع قطار المشاعر، وجسر الجمرات، وساعة مكة، وغيرها من الإنجازات الكبيرة التي يسطره التاريخ بماء الذهب، وترويها الأجيال للأجيال المتعاقبة. ونحن في يوم توحيد هذا الكيان الشامخ، ويوم إعلان دولة التوحيد التي قامت على كتاب الله وسنة نبيه المطهر صلى الله عليه وسلم نستلهم الحكم والعبر والدروس من ذلك القائد الفذ الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فقد استطاع بحنكته وسياسته ودهائه وقبل ذلك بتوفيق الله تعالى أن يوحد شتات هذا الكيان العظيم ويجمع قبائلها المتناثرة على السمع والطاعة لله ولكتابه ولرسوله ولإمام المسلمين، فأصبحوا مجتمعين بعد أن كانوا مفترقين، ومتعاونين متآخين بعد أن كانوا متناحرين متقاتلين. إن اليوم الوطني للمملكة مناسبة غالية على نفوس كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطاهرة، وكلنا نفخر بهذا الوطن المعطاء الذي قدم للعالم أجمع أنموذجًا للدولة الإسلامية الحديثة، التي تقوم على الالتزام بشرع الله وتطبق أحكامه وتعاليمه ومثله وقيمه ومبادئه في جميع مناحي الحياة، وعلى مبادئ الإنسانية بأبهى صورها من الخير والعدل والتسامح للبشرية جمعاء، ونتمنى مزيدًا من التقدم والبناء والازدهار والتوفيق لقائد هذه المسيرة المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، والشعب السعودي الكريم، ونتمنى التوفيق إلى ما فيه خير وعز وصلاح البلاد والعباد، ودمت يا وطن العز شامخًا عزيزًا ونحن جنودك المخلصون في ظل راية التوحيد والقيادة الحكيمة. عطا الله نور - جدة