ليلة الاثنين الموافق 22/9 في تمام الساعة: الشّاسِعة متسمّرٌ أمام التلفزيون، عيناي في الشّاشَة، وأصابعي في (تويتر)، ورئتي تخْفِق عاليًا، وروحي في طرابلس، كأيّ مواطنٍ عربيّ من الخليج الأطلسي إلى المحيط العربي، ليس مجازًا وإنّما إنجازًا، فشاشات الأخبار تُحاول أن تُلاحق الأخبار التي يعجز حتّى التنبّؤ أن يتنبأ بها، الزعيم اللّيبي -ياااه كم أرغب كتابة المخلوع، أو المقتول بعد اسمه- ألقى هذا اليوم ثلاث كلمات خلال أقلّ من 24 ساعة، والمسؤولون هناك معهُ وضدّه قالوا كلّ شيء، نعم قالوا، وحدهم الثُّوّار مَن لم يقولوا شيئًا، وإنّما تفرّغوا للفعل، ليُحوّلوا مَن كان ينعتهم بالجُرذان إلى (جُرذٍ مُختبئ) يُسمَع صَوتُهُ ولا يُرى! ليلة الاثنين ليلةٌ تاريخيّة بكل المقاييس واللا مقاييس، ظَهَرت بوادر الحَقّ فيها، وزهق الباطل.. إنّ الباطل كان زهوقًا. وترَدّد هذا البيت في كُلّ الآفاق، ومن كُلّ الأنفاق التي أوجدها ذلك الطّاغيَة: (وللحرّيّة الحَمْراء بابٌ/ بكُلّ يدٍ مضرّجَةٍ يُدَقُّ)، في ليلةٍ اختلطت فيها المشاعِر بين فرحٍ وَوَجلٍ، وترقّب ومباهِج، وبشَائر نصرٍ وحريّة تلوح بالأفق -يا الله حتّى الكلمات المطواعة باتت تهرُب منّي إليّ، فأنا أكتُب الآن من قلب الحَدَث ونَبضِه، فتحت صفحة (وورد)، وشعرت بأنّها ساحة تحرير، وبأنّ الكلمات ثُوّارٌ ليبيون أحرار كلّما ردّدَ القذّافي عبارته الشهيرة (إلى الأمام.. إلى الأمام)- تقدّموا للأمام أكثر، ولكن تجاهه! ياااه.. كم تمنّيت لحظتها لو كان غدًا الثلاثاء ل يُنشَر هذا المقال في وقته ساخنًا كرغيف أمّ! بأخطائه أريدهُ أن يُنشَر.. لا يُهِمّ، ما فائدة الكتابة عن العيد بعد انقضاء العيد؟! نَعَم عِيد الأحرار، ومأتَم الطُّغاة الذي ننتظر إعلانهُ رسميًّا منذ ساعات على أحَرّ من (روح ثائر)، لا أجمَل من ذلك إلاّ روح التسامح والنُّبْل التي تنضح بها كلمات المتحدّثين باسم الثوّار من الثوّار هذا قولاً.. أمّا فعلاً فلا أدَلّ من تعاملهُم مع أبناء القذّافي ذاته (سيف الإظْلام) ومحمّد كُلاّ بما وكما يستحِقّ. قبل نقطة آخر العطْر -عطر هذه الليلة-، هنيئًا لليبيا بأهل ليبيا، وهنيئًا للجميع.. بالحرّيّة.. [email protected]