هذا اليوم هو منتصف شهر رمضان.. يعود علينا رمضان هذا العام وبلادنا ولله الحمد تنعم بالأمن والاستقرار والسلام في حين أن الأعاصير تزمجر من يميننا ويسارنا وفي شمالنا وجنوبنا على بلاد المسلمين.. ورمضان يعود علينا ونحن نعيش في اقتصاد مزدهر في حين نرى اقتصاد أكبر دول العالم يموج مضطرباً تحت وطأة الكساد والعجز والدين.. ورمضان يعود علينا وأسواقنا تفيض بالأرزاق والمؤن، وموائدنا تتكدس بأطايب المأكولات والمشروبات في حين أن إخوة لنا يئنون من المجاعة التي تحصد أرواح أطفالهم حصداً.. ورمضان يعود علينا ومساجدنا حافلة بالمصلين وقلوبنا عامرة بالإيمان في حين أن كثيراً ممن سوانا لا يستطيع الوصول إلى مسجد أو أن يناجي ربه في قراءة مستكينة للقرآن الكريم. رمضان مناسبة كبرى للتأمل والتدبر.. مناسبة لإدراك نعم الله التي لا تحصى « وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا «، وللسجود لله شكراً عليها، ولا يكتمل الشكر لله سبحانه وتعالى إلا إذا تذكرنا إخوة لنا في داخل بلادنا أو خارجها ممن حرموا من هذه النعم أو بعضها فنتذكر أولاً إخوتنا وأبناء وطننا من الفقراء والمساكين خاصة في فصل القيظ الشديد الذي نعيشه، ونتذكر إخوتنا المتضررين من المجاعة في الصومال، ونتذكر إخوتنا في سوريا الذين يتوقون إلى الحرية ويثورون على الظلم والاستبداد، ونتذكر إخوتنا في فلسطين وهم يعدون العدة لخوض معركتهم الدبلوماسية الكبرى في الأممالمتحدة في الشهر القادم، ونتذكر إخوتنا في ليبيا واليمن سائلين الله أن يحل في ديارهم السلام والوئام، ونتذكر إخوتنا وأبناءنا ممن ضلوا السبيل وأغواهم الشيطان وزين لهم دروب الإرهاب والشر والجريمة داعين الله أن يردهم إلى الحق رداً جميلاً.. وكما أن الشكر لا يكتمل إلا بالذكرى فإن الذكرى لا تكتمل إلا ببذل الجهد لنصرة هؤلاء والعمل على مساعدتهم بما نملك من الدعم المادي والمعنوي والدعاء لهم كما ندعو لأنفسنا. رمضان مناسبة كبرى لترويض النفس وتدريبها على تحمل العنت.. وما فائدة هذا التدريب إذا انتهت آثاره بانتهاء الشهر؟ أرأيت رياضياً يجهد نفسه في التدريبات شهراً ثم يعود في بقية العام إلى نمط لا ينسجم مع متطلبات رياضته؟ أم أن الأولى به أن يستفيد من الشهر الذي تتكثف فيه التدريبات ليسير على نمط قريب منه بقية العام؟ رمضان هدية إلهية نفرح بها في كل عام ولكننا إن لم نستفد من معانيها ومغازيها بقية العام فإننا لا نكون قد أدركنا قيمتها وحققنا أهدافها.. رحم الله موتانا الذين لم يشاركونا صوم رمضان وأعاده على وطننا وأحبائنا بالخير والعافية. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain