رجعت صديقتي من سان دييغو قبل رمضان، وقد حكت لي عن ذهابها مع زوجها لصلاة الجمعة في مسجد في سان دييغو، وكانت الخطبة كلها من أولها لآخرها عبارة عن تفسير وتدبر لأربع آيات من سورة الرحمن (الرحمن ،علم القرآن،خلق الإنسان، علمه البيان) وحثّ الإمام الحاضرين على تدبر القرآن واستخدامه كمنهج للحياة، وأن لا يكون غايته القراءة فقط، بل استشعار للآيات، وسعي للعلم الذي بين يديه، في تفسير لم تسمع به من قبل، وأخبرتني أن رنين الآيات والمعاني الرائعة والرسالة ما زالت في رأسها حتى اليوم، وأتوقع أن تستمر معها حتى الممات. ويقول الإمام الصادق جعفر بن محمد إن من قرأَ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله مع السفرة الكرام البررة، وكان القرآن حجيزاً (حجيجاً) عنه يوم القيامة. الكافي: ج1/ ص441. إن عرف وفهم واستشعر الشباب -خاصة- آيات القرآن، فلا شك أن هذه الأمة ستنهض، وتقود الأمم، ولنجعل البداية من الصغر. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن وتعلَّم وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور، ضوؤه مثل الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان بم كسينا هذا؟ فيُقال بأخذ ولدكما القرآن». الراوي: بريدة المحدث: المنذري. فلنُشجِّع ونُحبِّب أولادنا وشبابنا على قراءة وفهم القرآن بالطرق المبتكرة المحمسة مع الأساتذة الذين وصل القرآن قلوبهم وعقولهم، فعرفوا به وعلّموه على أحسن وجه. ولا نكون كالذين وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه يأتي في آخر الزمان أناس يقرأون القرآن ولا تتعدى قراءتهم الحناجر. إن القرآن هو الحبل الذي بيننا وبين الله وهو أجمل وأمتع كتب الدنيا إن فهمناه، وعرفناه، وهو آخر الأحكام والكتب لأمة زيّن الله الجنة في أحلى زينة لاستقبالها، نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.