قرأت ما نُشر في العدد 17628 عن حالتي الخوف والارتباك الناجمتين عن تدفق مياه سد بيش من مفيضه بعد زيادة منسوبها بسبب وصول سيولٍ بكميات كبيرة للسد ، وتلافياً لتكرار حادثة سد بيش لابدَّ من تدابيرَ استباقيةٍ وقائية ٍ تتخذها الجهات المشرفة على السدود تعمل على تخفيض مياهها دون هدرٍ وتبذيرٍ وبطرق علمية مدروسة قبل تدفق سيول جديدة إليها كالاستفادة منها في تحويلها لمياه صالحة للشرب أو إقامة مشاريع لاستصلاح الأراضي الزراعية وريها من مياه السدود أو تحويل مياهها للمصانع التي تعتمد في صناعاتها على المياه بدلاً من استنزاف المياه المحلاة في سد حاجة تلك المصانع ، وأضرب مثلاً على ذلك بسد رابغ الذي حجز خلفه عشرة كيلومترات من المياه بعلو 30 متراً لم يُستفدْ منها لا في الشرب ولا في الزراعة ولا في الصناعة ، إذن ما الفائدة من إنشاء سد رابغ ؟! إذا كان الغرض منه درء خطر السيول عن المواطنين فإنه حقق هذا الغرض بامتياز في هذا العام 1432ه لحداثة عهده بالخدمة وخلو حوضه من المياه وأعتقد أنه لن يحقق هذا الغرض بذات الامتياز لو تدفقت إليه سيول بكميات كبيرة كما حدث مع سد بيش ، لماذا ؟ لأن وصول سيول جديدة بكميات كبيرة لسد رابغ سيزيد من كميات مياهه المحتجزة خلف السد فيرتفع منسوبها حتى يبلغ المفيض فتفيض متدفقة تجاه رابغ وكأن السد غير موجود ، وفي ذات الوقت ستزيد مساحة المياه المرتدة خلف السد وتغطي المزيد من مزارع المواطنين الواقعة في روافد السد وكلتا الحالتين تجمعان بين الخطر والضرر ولابد من تفاديهما . عبد العزيز عبد الله السيد الأبواء