صدر حديثًا للشاعر الفلسطيني د. إياد اقطيفان والذي حمل عنوان “عنِّي وعَنْ سَلْمى وعَنْ نَيْسانْ”. يقع الديوان في 84 صفحة من القطع المتوسط، ويضم إحدى وثلاثين قصيدة عبر ثلاثة أقسام رئيسة؛ هي: “كيفَ ننامُ لِنَتْرُكَ كُلَّ هَذا، عنِّي وعَنْ سَلْمى وعَنْ نَيْسانْ، آثامٌ مَرْفُوعَة”. بلغة شفيفة رقيقة يطل علينا “د. إياد اقطيفان” في تقدمة ديوانه قائلًا: “هذا النَثْرٌ قَريبٌ جدًا حدَّ الوطنِ، وفيه.. لا يحتاجُ أيُّ مُواطنٍ عَربيٍّ؛ مِنْ أيِّ دَرَجَةٍ.. سِمةَ دُخول... لعَلَّهُ يكونُ إرْثًا طَيِّبًَا، ولربماُ كانَ نَفَسًَا هادئًا وَدافئًا، وَلَعَلَّهُ يكونُ كَتِفًا لِمَنْ يَحْتاجُهُ، وَلَعَلَّهُ لا يكونُ شيئًا على الإطلاقْ...”. يبحر بنا الشاعر الفلسطيني في ديوانه الأول؛ في متاهة ثلاثية الأبعاد تشف في بعض جوانبها حتى لتكشف بلقيس عن ساقيها خوف البلل، وترق في أخرى حتى ليصبح للصمت صوت الدهشة وشكل الحلم، وتشتد في مرحلة ما كزوبعة عشق سامقة تمس بجرمها عنان السماء.. وهو يدهشك حين يحب، وحين تعبر به المشاعر كل الحدود: أََلوكُ ما بينَ الشَّفاهِ مِسواكَكْ، عَبَثًا أُحاولُ فضَّ اشتباكِ أَكمامكْ، عَبَثًا أُفاوِضُ هذا الذبولَ في نارنجِ أركانكْ، وَأسيلُ تحتَ البابِ وبينَ بياضِ أسنانكْ، كيما أَمور تحتَ اللِسانِ القُرمُزيِّ أو أنثالَ تحتَ عباةِ أشواككْ.. ما أَجْرَأَكْ!” على الغلاف الخلفي؛ نقرأ من قصائد الديوان: “كنتُ... فِرْجارَ الغُلُوِّ لا أرسمُ إلا أنْصافَ دوائرْ أُكوِّرُ وجعي جوزةَ طيبٍ شاردْ قَطرةَ الفراغِ تنثالُ من عرشِ الهشاشةِ أنفَ العزيزِ، في مفاعيلِ الهَوى والجَوى والنَّوى عُروةَ الزرِّ المقطوعِ ولامَ الشمسِ المستترة ليلَ عنترةَ الطويلِ وصاعَ الصبرِ المُنكسرة ذا القُربى بلا قُربى ولا ولدٍ ولا تلدٍ ولا بلَدِ الوَزَّانَ وكنتُ الوَرَّاقَ، وَقَلَمَ الرقعةِ كنتُ، مُفرقًا بينَ الصحائفِ، هكذا كنتُ، طائفيَّ الخُرافةِ بَطْريقًا نَكِرة،،، “ ومن قصائد الديوان: لُبنى أرضُ السُّكَّر / لا بد من أملٍ هذا الصباح / باقٍ لأجلكِ أنتِ / شيءٌ من الحَمامْ / هيتَ لكْ ستمائة عامٍ شَوْقًَا إلى مَيسون / بينَ الأَنا والأَنا / رسالةٌ بَيضاءْ / إثمٌ آخَرْ / شيءٌ من ليمون نَم عني قليلًا / وَكأنني أعودُ إلى القصيدة / حيثما كنتِ وحيثُ أكونْ / دِفؤكِ أنتِ / دِمَشْقيّة.