انزاحت (غمّة) اوليفيرا، ولكني سأحسد هذا الرجل على صداقة السيد (حظّ) معه، وهو بالمناسبة امتداد للبرتغالي العجوز (مانويل جوزيه) ولا أدري ما هو حظ الاتحاد العاثر، حين أوقعه تواليا مع هذا الثنائي، وفي ظني أن الاتحاد حقيقة لا تدع مجالا للشك أنه نجا من (كارثة) بتخلصه من اوليفيرا، ومهما يكن القادم لتولي هذه المهمة (الصعبة) سيكون أرحم بلا شك، ولن يكون الاتحاد أسوأ حالا مما مضى، ومع خليفة قد يقدم الفريق ما هو أفضل، ولقاء الشباب غدا سيكون بمثابة اختبار حقيقي لقدراته، وإمكانية أن يعود الفريق لمستواه المعهود، ولو بشكل جزئي، حتى يتسلم ديمتري مهام القيادة الفنية، وان كنت أتحفّظ على هذه العودة، ولكنها أقل الضرر، وربما هو الأمر المتاح أمام أهل الحل والربط في الاتحاد، وما لم يساعد اللاعبون ديمتري على النجاح وتجاوز هذه المرحلة الصعبة لن يستطيع هذا البلجيكي فعل أي شيء على الإطلاق، ومن هنا ينطلق الجهد الفعلي للاعبين، وقدرتهم، لا سيما أنهم على دراية كبيرة بطريقة ديمتري، التي تعتمد على القوة والحضور اللياقي القوي، والانضباط التكتيكي، واللعب الجاد، دون الإغداق في التمرير، أو محاولات الفلسفة، أو الاستعراض، إذ يبلغ مدى الأداء الجماعي الذروة، بلا انتفاع من الفردية، إلا في أضيق الحدود. ولقاء الغد أمام الشباب (فرصة) لتجهيز الفريق، في انتظار أن يكون الحافز المادي خير معين للاعبين، بعيدا عن الوعود التي طال أمدها، وباتت تخلق ترهلًا في أوساط اللاعبين، ومن الطبيعي أن لا يكون لهم عذرا بعد إلغاء عقد اوليفيرا، بعد أن تجشّموا الصبر على تخبيصاته الفنية، وتوليفاته التي قهرت حافز العطاء لدى كمّ كبيرٍ من اللاعبين، وسارت بالفريق إلى غايات لم تكن في حسبان أكثر المتشائمين من جماهيره ومتابعيه، حتى بات متقهقر العطاء، متذبذب الأداء، وليؤكدوا أن ما مر لم يكن سوى سحابة صيف، لن تلبث أن تنقشع، ويعود الفريق إلى جادة الصواب قبل اللقاء المفصلي والمهم أمام الهلال في دور ال 16 من دوري الأبطال هنا في جدة، وحتى تعود جماهير الاتحاد، التي ربما لها بعض الحق أن تغيب عن لقاءات الفريق كما حدث وبوضوح في لقاء بونيديوكور الاوزبكي.