صباح دافئ نهار الأربعاء غرة جمادى الآخرة 1432ه، وجمال ثقافي يتنامى من خلال الملحق الثقافي لجريدة المدينة وأغنية (أسير) يشدو بها درويش: شربنا، شربنا (على غفلة من شفاه الظمأ وقلنا: نخاف على شفتينا نخاف الندى.. والظمأ) ثم يدهشني (نايف كريري) بموضوعه الأنيق حول دور المثقفين وفي الفعاليات الثقافية ومقاطعتها في الوقت الذي يفترض فيه دورا إيجابيًا للمثقف فهو المنتج للثقافة، والمقاطعة تعني التقهقر والرجوع لذات السلبية أو كما جاء في العنوان (مساحة مسيجة بين السلوك الحضاري وضيق الأفق) وتتوالى صفحات الثقافة والأربعائية مسكونة بكل جديد ومعاصر تدبجه يراعات كتاب لهم في مشهدنا الثقافي دور رفيع فهذا المحسني عبدالرحمن، وهذا عاصم حمدان، وتلك توقيعات عبدالله باقازي الذي بدأ يتعاطى الشعر في مفردات رومانسية وأسلوب شعري حداثي وهو المهموم بالسرد كما يعرفه المشهد الثقافي السعودي!! وعبر صفحتي (عالم الكتب) نتواصل معرفيًّا مع فضاءات معرفية حديثه دخلت عالمنا فقرأت لنا كتب مثل (طريق التوازن) و(نحو الجنوب) و(موتى يجرون السماء) وكلها إضافات معرفية لقراء الأربعاء. ثم يجيء سلمان السليماني ليقرأ لنا (خرائط سامي جريدي) قراءة تشكيلية نقدية يضفي بها على المنقود فضاء جميلًا من التداخل النقدي والتنامى التشكيلي إذا صح التعبير..؟ ولكن الذي استوقفني وجذب روحي الكتابية لمثل هذه المداخلة الواعية هي الصفحتان 16/17 التي دبجهما يراع الأخ الحبيب والصحفي الأديب علي الشريحي حول نادي جدة الأدبي ولجانه الثقافية!! أقول: إن هاتين الصفحتين هما واسطة العقد في ملحق الأربعاء فالحديث عن ناد عريق كنادي جدة الأدبي، حديث مرغوب ومقروء، فما بالك عندما يتوج ذلك الحديث بتلك العنوانات الإيجابية، والصور الواقعية، والتعريف بالمستقبل القريب للنادي وملايينه العشرة!! وهذا هو دأب (علي الشريحي) في استنطاق موضوعاتنا الأدبية والثقافية وتفجير مكنوناتها من خلال الضيوف الذين يستقطبهم لتلك الموضوعات. هنا أقول لأخي الشريحي شكرًا لهذه الالتفاتة وشكرًا للتغطية الموضوعية وشكرًا لضيوفك اللذين تحدثوا أولهم الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس النادي ثم أحمد قرّان المسؤول المالي ثم زملائي في اللجان الثقافية بخليص والقنفذة والليث. وكنت سأزيد في الشكر مرات ومرات لو كنت أحد الضيوف والمتحدثين فأنا على ارتباط وثيق بالنادي وفعالياته وباللجان الثقافية وآفاقها الحالية والمستقبلية ولذلك سأدلو بدلوي ولو متأخرًا وأنا متأكد أن علي الشريحي لم يتناساني وربما اتصل وحاول أكثر من مرة ولن يمنعني من حق المشاركة والتصحيح والتوضيح!! أقول: إن مداخلتي هنا ستركز على موضوع اللجان الثقافية مبتدءًا بما يخص اللجنة الثقافية بالليث وهي أحدث اللجان التي يسعى النادي إلى تفعيلها قريبًا جدًّا إن شاء الله. لكن الزميل الإعلامي حامد أحمد الاقبالي يقول: إن النادي متباطئ في أمر هذه اللجنة وللأسف فهو لا يعلم ما هي الإجراءات التي تمت حتى اليوم مع المنسق المرشح من محافظة الليث وهو الدكتور عبدالله المهداوي الذي جاءنا خطاب تكليفه بهذه المهمة بتاريخ 3/11/1431ه ومنذ ذلك الحين ونحن في تواصل للخروج بآلية إجرائية لتشكيل اللجنة. وكان آخرها في العشرين من الشهر المنصرم جمادى الأولى حيث التقيت به وحملته خطابًا لسعادة محافظ الليث وطالبت فيه خلال شهر من تاريخه أن يقوم بحصر المثقفين وتزويدنا بالأسماء حتى يبدأ النادي في زيارة المحافظة ولقاء المثقفين وإجراء الانتخابات إن شاء الله وكنت أتمنى من الزميل حامد أن يتواصل معي شخصيًّا أو مع المنسق الدكتور المهداوي ليعرف ما تم بشأن هذه اللجنة التي ستكون إضافة إلى المشهد الثفافي الذي يشرف عليه نادي جدة الأدبي الثقافي. أما اللجنة الثقافية في خليص فهي تشكو على لسان متحدثها الأستاذ عبدالرحيم الصبحي ونحن نشكو كذلك!! هم يشكون من عدم وجود المقر الإداري ونحن نشكو من عدم تفعيل النشاط الثقافي الذي أقر خلال الموسمين المنصرمين هم يعتقدون أن استئجار شقة للجنة يحل المشكلة، ونحن نرى أنهم مشغولون عن الثقافة بأعمالهم الاجتماعية والتربوية وهذا يسبب الموقف الذي هو حاصل الآن!! ولكن أعضاء اللجنة سوف يتجاوزون هذا المأزق ويبدأون في التفعيل والعمل الجاد واللحاق بلجنة القنفذة التي لم يستسلم للظروف الإدارية المحيطة ولكنهم تجاوزوها إلى العمل الجاد المنتج ولم يكن (استئجار شقة مقر اللجنة) عائقًا عن العمل الإبداعي فثلاثة مواسم حافلة بالجديد والمفيد حرك المجتمع القنفذي نحو لجنتهم وقد لمس الزملاء في لجنة خليص هذا التعامل الجاد عندما أشركناهم في اللقاء الختامي للموسم المنصرم للجنة القنفذة. وأما اللجنة الثقافية بالقنفذة فإنني أشكر الزميل الدكتور عبدالله بالغيث فهو المحرك الرئيس للجنة وتفاعله مع الأعضاء دليل على التكامل والشمولية في عمل اللجنة وتنسيقه مع النادي الأدبي بجدة دليل وعيه وإدراكه وتماهيه مع المشهد الثقافي وهذه كلها أدوات ساعدت على نجاح وتقدم اللجنة وهي بحق تمثل ناد أدبي بكل معوقاته وآمل أن تنطلق بهم إلى تحقيق هذه الغاية وأما مسأله (المقر الإداري) فهو في خطة هذا العام وإن شاء الله يتحقق قريبًا المهم البحث عن المكان الملائم والمعقول في سعره حتى لا يستنفذ النصيب الأكبر من الميزانية ونعطي النشاط الثقافي الامية القصوى. وأخيرًا فالشكر موصول لزملائي رؤساء اللجان الثقافية ومنسقيها وأعضائها على كل الجهود المبذولة لإنجاح الدور الثقافي المنوط بهم خدمة لمثقفي المحافظة وتواصلا مع المبدعين والمثقفين في بلادنا الحبيبة. (*) عضو نادي جدة الأدبي الثقافي، المشرف على اللجان الثقافية