نتحدث في المنتديات الثقافية والمجالس وفي كل مكان وزمان عن أخطاء المجتمع في الجانب السلوكي على الوجهتين العامة والخاصة؛ ونلقي باللائمة على المخطئين ونسميهم بسيماهم ونصنفهم، وفي الوقت ذاته يمارس كثير من المتحدثين نفس الأخطاء السلوكية التي يرتكبها الأشخاص الذين يخترقون «بكل أسف» أنظمة الحياة المدنية الراقية ولا يلقون لها بالاً؛ إذن نقد متواصل من قبل مثقفين وتربويين ومثقفات وتربويات لكن في الواقع العملي لا نجد من ينهى نفسه عن غيها حتى إن انتقد في جمع من الناس ذلك المسلك الخاطئ للرعاع والجهلة؛ فعلى سبيل المثال يظهر في أغلب فئات المجتمع لدينا عدم الاكتراث بالنظافة في الشارع والعمل والأماكن العامة؛ وتفاجأ من شخص متعلم بأنه يرمي علبة مشروب من نافذة سيارته؛ وتصيبك الدهشة من سيدة ترمي بقية نفاياتها في حديقة ما في نفس المكان الذي جلست فيه؛ ولو سألتها عن شهادتها لقالت بأنها جامعية وربما تعمل موظفة في قطاع تربوي..! وكما قال الشاعر: نعيب زماننا والعيب فينا.. نعم العيب في ثقافتنا نحن؛ العيب في الأسرة التي يتكون منها المجتمع؛ ولا يمكن لأي نظام مهما كان صارماً أن يكبح جماح الأخطاء والممارسات المشينة والمرفوضة في كل مجتمع مدني راقٍ طالما أن ثقافة المجتمع تبرر تلك الأخطاء بل تجد أن بعض الناس يضحك على الإنسان المنظم والمنضبط..!! لنبدأ أولاً بالذات من الداخل وننقحها من شوائب ثقافة الجهل والتخلف ثم لنتحدث لاحقاً عن قيادة المرأة للسيارة؟! في مقالة مقبلة سأتحدث عن قيادة المرأة في مجتمع يحتاج إلى حرية منضبطة قبل أن نتصارع على أمر لا يمكن أن يتناسب مع ثقافة ناقصة تحتاج إلى كثير من التهذيب والرقي..!! [email protected]