أعلن التلفزيون السوري الرسمي أمس أن الرئيس بشار الاسد صادق على قانون لإنهاء حالة الطواريء كما اعلنت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان الرئيس أصدر أمس مرسوما بتعيين محافظ جديد لمدينة حمص خلفا للمحافظ الذي اقيل تلبية لاحد مطالب المحتجين في المحافظة الواقعة شمال دمشق. وذكرت الوكالة ان الاسد "اصدر المرسوم رقم 159 القاضي بتعيين غسان مصطفى عبد العال محافظا لمحافظة حمص" وسط سوريا، بدون مزيد من التفاصيل، وكان الاسد اعفى محافظ حمص السابق اياد غزال من مهامه في السابع من ابريل.وشهدت حمص خلال الايام الماضية تظاهرات دامية ذهب ضحيتها ثمانية قتلى وعدة جرحى عندما فرقت قوات الامن بالقوة اعتصاما شارك فيه الاف الاشخاص في حمص ليل الاثنين الثلاثاء للمطالبة بسقوط النظام، بحسب ناشطون حقوقيون، كما خرج مئات للتظاهر في حمص (وسط سوريا) الاربعاء متحدين حظر التظاهر الذي اعلنته الحكومة الثلاثاء "تحت اي عنوان كان" من اجل "المساهمة الفاعلة في ارساء الاستقرار والامن".وقتل ستة من عناصر الجيش بحسب الرواية الرسمية التي اتهمت قيام "تنظيمات سلفية" بالقيام "بتمرد مسلح" في بانياس وحمص مما اثار سخط اهالي حمص الذين اصدروا بيانا اكدوا فيه على استمرارهم بالتظاهر السلمي وتمسكهم بمطالبهم. من جهتها دعت مجموعة "الثورة السورية" التي اثارت موجة التظاهرات في سوريا الى التظاهر اليوم في يوم "الجمعة العظيمة" من اجل نيل الحرية، وتبين صورة الدعوة لاول مرة بشكل واضح جرس الكنيسة بين قبتي مسجد تاكيدا لنص الدعوة الذي يحض السوريين بمختلف طوائفهم الى التظاهر، ويقول النص المرافق للصورة "معا نحو الحرية، قلب واحد، يد واحدة، هدف واحد". واوضح المنظمون على صفحتهم ان "هذه الجمعة سميت بالجمعة العظيمة وذلك بناء على طلب الشباب في سوريا وفاء لأهلنا مسيحيي درعا وحمص والبيضة وكل سوريا البواسل الذين سقط منهم العشرات من الجرحى مع المسلمين في مظاهرات الحرية والكرامة"، واضافوا "نحن شعب واحد، كلنا سوريون ولن يستطيع النظام الظالم أن يفرقنا رغم كل محاولاته المستميتة"، كما دعا المنظمون الى التظاهر من اجل "البسمة التي خسرناها وكرامتنا اللي سرقوها منا". وفي حمص قال شاهد عيان أمس ان قوات امن ترتدي ملابس مدنية تحمل بنادق كلاشنيكوف انتشرت في المدينة خلال الليل بعد ان تحدت المدينة الواقعة في وسط سوريا حملة أمنية في اعقاب مقتل 21 من المحتجين المطالبين بالديمقراطية هذا الاسبوع. وقال الشاهد الذي وصل الى حمص بعد ان اجتاز حاجزي تفتيش لقوات الأمن ان السكان الذين يتوقعون مزيدا من الهجمات من مسلحين موالين للرئيس بشار الأسد يطلق عليهم "الشبيحة" قاموا بتشكيل مجموعات غير مسلحة لحراسة احيائهم، وقال الشاهد "الجو متوتر. هناك خطط ليوم آخر من الإضرابات"، وكان الشاهد وهو نشط حقوقي طلب عدم نشر اسمه يشير الى المتاجر التي أغلقت بعد مقتل 21 محتجا برصاص قوات الأمن ومسلحي "الشبيحة" يومي الاثنين والثلاثاء وفقا لما ذكره نشطاء حقوقيون. وفي الحسكة أكد ناشط حقوقي وشاهد عيان امس ان اعتصاما ضم نحو 150 شخصا اقيم في الحسكة (شمال شرق سوريا) تضامنا مع المحافظات السورية التي شهدت احداثا دامية خلال المظاهرت الجارية في البلاد. وذكر ناشط حقوقي طلب عدم الكشف عن هويته أن "نحو 150 شخصا قاموا باعتصام امام كلية التربية في مدينة الحسكة تضامنا مع محافظات درعا (جنوب) وبانياس (غرب) وحمص (وسط) ورددوا شعارات تضامنية تدعو الى الوحدة الوطنية"، واشار الى "عدم تدخل القوى الامنية لتفريق المعتصمين". كما اكد شاهد عيان ان "مجموعة من الشبان تجمعوا امام كلية الاداب (في الحسكة) وهتفوا بشعارات للتضامن مع بقية المحافظات وتدعو الى الحرية والوحدة الوطنية". وتشهد سوريا موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة في عدة مدن منذ 15 مارس للمطالبة باصلاحات واطلاق الحريات العامة والغاء قانون الطوارئ ومكافحة الفساد وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين، واوقعت هذه التظاهرات 220 قتل وبخاصة في درعا (جنوب) وبانياس الساحلية (غرب) ودوما (ريف دمشق) وحمص (وسط)، حسب منظمة العفو الدولية.