تقهقرت قوات المعارضة الليبية المسلحة من محيط مدينة سرت (مسقط رأس القذافي) و بشكل فوضوي مذعور إلى بلدة بن جواد أمس بعد أن هاجمتها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بوابل من نيران المدافع الآلية والصواريخ أمس. وقال شهود : إنه مع بدء الهجوم قفز معارضون وراء كثبان رملية لرد اطلاق النيران ولكنهم استسلموا بعد بضع دقائق وقفزوا في شاحناتهم الصغيرة وقادوها مسرعين صوب بن جواد الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا شرقي سرت مسقط رأس القذافي، وسقطت القذائف قرب الطريق أثناء تقهقرهم. فيما قال مسؤولون عسكريون أمس إن قوات أمريكية هاجمت ثلاث سفن ليبية من بينها سفينة لخفر السواحل لمنعها من إطلاق النيران بشكل عشوائي على السفن التجارية في ميناء مصراتة، وأضافوا أن هذا الاجراء الذي اتخذ مساء الإثنين كان ضد سفينة خفر السواحل الليبية فيتوريا وسفينتين أصغر. وأعلن الأسطول السادس الأمريكي في بيان أن السفينة فيتوريا عطلت. ودمرت احدى السفينتين الصغيرتين وتخلى طاقم السفينة الثانية عنها. وأفاد بيان من ميناء قيادة الأسطول في جنوب ايطاليا أن القطع المشاركة من البحرية الأمريكية هي مقاتلة من طراز ايه-10 والسفينة باري مدمرة الصواريخ الموجهة وطائرة بي-3سي للدوريات البحرية، وقال البيان إن الهجوم وقع بعد تلقي "انباء مؤكدة عن أن السفينة فيتوريا وطائرات مرافقة لها تطلق النار بشكل عشوائي على سفن تجارية" في الميناء الواقع على بعد 200 كيلومتر شرقي طرابلس. واعلن مسؤول امريكي رفيع المستوى ان واشنطن سترسل "سريعا" موفدا الى بنغازي معقل المعارضة الليبية مشيرا الى ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستلتقي ممثلا عن هذه المعارضة في لندن، واضاف المسؤول ان الدبلوماسي الامريكي كريس ستيفنز سيتوجه "سريعا" الى بنغازي (شرق ليبيا) لمحاولة الاتصال بالمعارضة لنظام معمر القذافي. كما تلتقي كلينتون في لندن محمود جبريل مسؤول الشؤون الدولية في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة. وتم اللقاء على هامش اجتماع "مجموعة الاتصال" حول ليبيا التي تضم اربعين دولة في العاصمة البريطانية بهدف الاعداد خصوصا لمرحلة ما بعد القذافي، واعلنت وزارة الخارجية البريطانية لوكالة فرانس برس ان الثوار الليبيين دُعوا الى لندن لكنهم لن يشاركوا في الاجتماع. من جهتهصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، أن على معمر القذافي مواجهة القضاء الدولي، بدون ان يستبعد ان يسعى الزعيم الليبي للجوء الى الخارج في إطار حلّ سياسي للنزاع، وقال هيغ لاذاعة بي بي سي 4 : "نريد أن يرحل، أن يتنحّى عن السلطة". لكنه اضاف :"إننا لا نتحكم بالتأكيد في مسألة المكان الذي يمكن أن يذهب إليه". واضاف وزير الخارجية البريطاني :"بالتأكيد، اعتقد انه يجب ان يواجه المحكمة الجنائية الدولية (مقرها في لاهاي)، لكن، أينما ذهب، إذا ما ذهب، فالأمر عائد له"، بينما أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية في مقابلة مع صحيفة ال بايس أمس، أن نفي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ما زالممكّنًا "قانونيًا" لأن المحكمة الجنائية الدولية لم تتهمه "بعد" او تلاحقه، وقالت ترينيداد خيمينيث : "صحيح أنه لم يصدر بعد اتهام رسمي او مذكرة توقيف ضد القذافي وبالنتيجة، سيبقى (نفي القذافي) ممكنًا قانونيًا في هذا الوقت". وكان مدّعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو أعلن في الثالث من مارس فتح تحقيق حول جرائم ضد الانسانية في ليبيا يستهدف خصوصا العقيد القذافي وأبناءه، وقد أعلن اوكامبو الاسبوع الماضي انه سيطلب قريبا مذكرات توقيف تتعلق بجرائم ضد الانسانية في ليبيا، وأشار إلى أن التحقيق "يحرز تقدمًا سريعًا".