الحمد لله الذي وهبنا العقل لنفكر به ، ووهبنا الأمن الذي نستمتع به ، والحمد لله على البيان الذي أصدرته هيئة كبار العلماء بالإجماع بخصوص تحريم المظاهرات في المملكة . وعندما أتأمل في البيان أرى صدق كلامهم في أن المظاهرات مثيرة للفتنة فلا تعلم من يشارك فيها ومن يهتف فيها وبماذا يهتف ومن يحرق أو يدمر أو يقتل فلا شيء مستبعد عندما يختلط الناس ويضيع الدم في القطيع. ولكل بلد ظروفه وثقافته وقد أسمع من يناديني بالمتخلف ، وأفضل أن أكون متخلفا وفي أمان أنا ووطني ولا أكون متحضرا في بحر من الدماء والفوضى والهمجية. ، لم توزع علينا الأمانة أو جهات حكومية أعلام المملكة عند عودة خادم الحرمين الشريفين بل نحن اشتريناها بأموالنا بهجة بعودته ووضعناها في كل مكان يمكن أن يرفرف عليه علمنا . إن هذا العلم الأخضر يخفق في قلوبنا ، أما تعليقه فهو زيادة في إظهار البهجة بعودة من أسر قلوب الصغار قبل الكبار . ست سنوات رفع فيها الملك سقف العطاء وسقف المسؤولية لكل من يحكم هذا الوطن . هل هناك شك في وفائنا بهذا الوطن وهذه العائلة المالكة التي هي رمز وحدة واستقرار هذا الوطن الذي وحّده الله سبحانه وتعالى بالملك الموحّد ، طيب الله ثراه ، وفتح أبواب الخير أمامه ليرفع وأبناؤه من بعده مقام هذا البلد من مرحلة الى أخرى . إن الملك عبدالله بدأ بإصلاحات عديدة يعرفها الجميع ومازالت برامجها مستمرة ، وبالتأكيد توجد إصلاحات أخرى على جميع المستويات ولكن علينا المشاركة فيها وحمايتها بالصدق والعمل الصادق، ومنذ عودة خادم الحرمين الشريفين معافى، حفظه الله ، والأوامر الملكية تمطر علينا بالخير في جميع شؤون الوطن ورفاهية المواطنين . علينا مع الدولة أن نتأكد أن لا تضيع هذه المشاريع أو تستغل أو لا تكمل ولقد خصص الملك ، حفظه الله ، الوسائل الكافية والهيئات الرقابية والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ، وبالتأكيد سنرى مستوى جديدا من الإنتاج والتنفيذ والشفافية والمحاسبة والعقاب. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين. لقد سرني ما قرره خادم الحرمين الشريفين بتعيين ثلاثمائة موظف بالديوان للتواصل مع المواطنين ومتابعة قضاياهم، ولقد سن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل سنة حسنة بالإجتماع مرة في الشهر لكل فئة من فئات المجتمع خارج وقت الدوام في مجلسه وأراها فكرة جيدة لو طبقت في مجالس المناطق ، لأن الحوار والتواصل واجب ويجب أن تُوسع أبوابه ولقد نجح رئيس الديوان الملكي في ذلك . على الوزراء تحديد ، ليس ساعة أو إثنتين ، كما يفعل بعضهم ، بل أن يخصص إما يوم الأربعاء أو صباح يوم الخميس ليكون لكل وزير ووكلائه مجلس في وزاراتهم ويتنقلون ولو مرتين في كل شهر الى مدن أخرى غير الرياض ليقابلوا المواطنين ويسمعوا آراءهم ويحلوا أو يبحثوا قضاياهم. .ينبغي ألا نتجاهل توصيات حوارات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الثمانية ، ولكن ما فائدة الحوار دون جدولة التوصيات والمواضيع ونشر ما تم منها وما لم يتحقق حتى لا يكون المركز لتفريغ الهموم ، وينبغي أن يُعلن عن أسباب ما أجل منها وأسباب التأجيل ، كذلك علينا الإستمرار في حرية الكلمة والإستماع لكل مواطن ومشاكله والإسراع في حلها . وعلينا أن ندرك أن الوطن للجميع وكذلك ماله ومن يعتقد أن الوطن له وحده فهو مخطئ ، لذلك فإن برامج مساعدة الشباب والشابات على الاستثمار في أي مجال مهم جدا وكذلك برامج مكافحة الفقر وبرامج تملك الشقق والمساكن وبرامج المساعدات الإجتماعية للمحتاجين والعاملين والعاطلين قصرا والعاملات ربات البيوت والخدمات الصحية المجانية لكل مواطن دون تمييز وكذلك التعليمية والتدريبية ، إن كل ذلك يصب في جيب المواطن ويحقق أمانيه ، ولقد قام خادم الحرمين، حفظه الله ، بخطوات كبيرة لتحقيق ذلك . ولعل من الاهمية فرض رسوم عالية على الأراضي غير المستغلة داخل وخارج النطاق العمراني وتحويلها الى صناديق محلية لكل إمارة لاستخدامها كموارد إضافية لمشاريع الشقق والمنازل للمواطنين. كما نتمنى دعم هيئة المدن الصناعية لتخصيص أراض صناعية مطورة ومجهزة في جميع مناطق المملكة دون استثناء والتركيز على القرى والمدن النائية حسب حاجتها وتخصصها . وكذلك صندوق تطوير المشاريع السياحية والآثار وليقدم هذا الصندوق الى 75% من التكلفة قروض للمشاريع السياحية والترفيهية. خصوصا للمدن الصغيرة التي بها آثار أو محطات أوتوبيسات أو قطارات مستقبلية أو مدن سياحية ساحلية ,وأن لا تتعدى نسبة القروض لمشاريع المدن الكبرى عن 25% من قيمة المشروع، وأن يساعد على إنشاء برامج تدريب ومساعدة المتدربين على الخدمات السياحية . إن الخدمات السياحية والآثار والصناعة فيهما فرص عديدة لخلق وظائف جديدة للشباب وأكبر عامل لوقف الهجرة للمدن الكبيرة وإلا فما فائدة هذه الجامعات الجديدة الموزعة دون وجود فرص عمل جديدة حولها . إن حبنا لهذا الوطن والعائلة المالكة التي لم نر منها إلا كل تواضع وآذان صاغية وأيد ممدودة. لذلك لم يكن مستغربا إلا على الغرباء والحاقدين ظهور هذا التلاحم بين المواطن وقيادته . هل يوجد رئيس دولة أي دولة أحن وأرحم وأطيب وأشرف من مليكنا عبدالله ؟ لا والله ولن نجد مثله لو لفينا الدنيا سبع لفات. حفظه الله لنا وأمد في عمره وحفظ ولاة أمرنا وحفظ وطننا من كل شر وفتنة.