لوح مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بفرض حظر جوي على ليبيا إذا استمر العنف بحق الشعب الليبي وذلك بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي، رافضًا اي تدخل أجنبي، فيما قرر تأجيل موعد انعقاد القمة العربية في بغداد إلى موعد أقصاه 15 مايو المقبل.. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي رئيس الدورة ال 135 لمجلس الجامعة العربية، مساء أمس: إن هناك قرارًا مهمًا اتخذه المجلس، يتعلق بضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب الليبي، واحترام حرية التعبير عن الرأي، والحفاظ على الوحدة والسلم الأهلي، وضمان السلامة، ورفع الحظر عن وسائل الإعلام، وشبكات الهاتف، وتأمين الجرحى والمصابين. وأضاف أن القرار يحوي فقرات تتعلق بالنواحي الإنسانية، والتأكيد على وقف مشاركة الوفود الليبية في اجتماعات مجلس الجامعة إلى حين استجابة السلطات الليبية للقرار، وينص على قيام جامعة الدول العربية بتنسيق الدعم المقدم لليبيا وتونس وليبيا لإجلاء رعايا البلدان، وتقديم الدعم لهذه الدول. وقال إن القرار يؤكد أننا لن نقف بدون حراك أمام ما يحدث للشعب الليبي بما فيها الاتجاه إلى فرض حظر جوي والتنسيق مع الاتحاد الإفريقي. واستبعد موسى أن يكون هناك تدخل او هجوم أمريكي، مشيرًا إلى أن القرار العربي يرفض مثل التدخل ولكننا نطالب السلطات الليبية بضرورة وقف هذه الهجمات. وندد المجلس في البيان الصادر عنه بالجرائم المرتكبة ضد المتظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية الجارية في العديد من المدن الليبيية، وبخاصة تجنيد مرتزقة أجانب واستخدام الرصاص الحي والأسلحة الثقيلة وغيرها في مواجهة المتظاهرين، داعيًا إلى الوقف الفوري لأعمال العنف بكل أشكاله والاحتكام إلى الحوار الوطنى. ورفض المجلس الاتهامات الليبية الخطيرة حول مشاركة بعض رعايا الدول العربية المقيمين في ليبيا في أعمال العنف ضد الليبيين، داعيًا إلى تشكيل لجنة عربية مستقلة لتقصي الحقائق حول هذه الاتهامات والأحداث الجارية في ليبيا، ومناشدة السلطات الليبية توفير الحماية اللازمة لكل رعايا الدول العربية والأجانب المقيمين على أرض ليبيا. من جانب أخر علمت "المدينة" من مصادر دبلوماسية فلسطينية مشاركة في الاجتماع، أن وزراء الخارجية العرب، ناقشوا عددًا من الوسائل لاجبار الرئيس الليبي معمر القذافي على ترك السلطة والتوقف عن استخدام العنف ضد المدنيين في بلاده، منها توجيه ضربات جوية عربية ضد مواقع الجيش الموالية للرئيس الليبى، للحيلولة دون اعطاء الفرصة للتدخل العسكري الأجنبي في الاراضي الليبية. وقالت المصادر إن الاجتماع شهد تباينًا في وجهات النظر حول كيفية التعامل مع الأزمة الليبية في ظل اصرار الرئيس الليبي على الاحتفاظ بالسلطة، والدفاع عنها باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين المدنيين مما يتسبب في سقوط عدد كبير من المدنيين. كما رأت بعض الآراء أن يتم إرسال لجنة تقصي حقائق بشكل سريع لليبيا، لمعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات بحق المدنيين. وتحفظت عدد من الدول العربية على فكرة فرض حظر جوي على الأراضي الليبية معتبرة أنه سيعيق عملية اجلاء رعايا الدول العربية والاجنبية التي تود الخروج من الأراضي الليبية. وأكدت المصادر أن عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية، قد عقب على هذه المناقشات الساخنة، مطالبًا بضرورة مراعاة ميثاق الجامعة العربية في أي خطوة تتخذ من قبل المجلس، كما عرض عقد اجتماع مشترك يجمع مجلس الأمن والسلم العربي مع نظيره الافريقي لاتخاذ القرار الملائم بما يخص هذه الأزمة. ورأس وفد المملكة في الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وضم الوفد السفير أحمد قطان الذي عين مؤخرًا سفيرًا للمملكة بمصر. يذكر أن عمرو موسى أعلن أمس أن هذا الاجتماع هو الأخير له في منصبه بالجامعة.