رغم انقضاء ما يقارب الأسبوعين على “كارثة جدة 2”، إلا أن مجالس المدينة لا تخلو من قصص وحكايات بعضها عاشها من يرويها في خضم السيول الجارفة، والأخرى منقولة عن أبطالها أو عن شهود عيان عايشوها. ومن ذلك ما حدث للعم ابراهيم حكمي "80 عاما" الذي ما يزال مفقوداً ويجري البحث عنه. ابنه طارق قال: والدي من سكان محافظة سدير بمنطقة الرياض ودائما يأتي لزيارة أصدقائه وأحبابه في مدينتي جدةومكةالمكرمة كل 3 أشهر حيث يبقى متنقلا بينهم لما يقارب الأسبوعين، ومن ثم يعود إلى محافظة سدير، وفي هذه المرة أوصلته بنفسي إلى موقف السيارات في باب مكة وذهب إلى أصدقائه بجدة وكنت أتحدث معه يومياً، حتى كان يوم الأربعاء حيث فوجئت بجواله مغلقاً، توقعت الأمر عادياً خاصة وأنني لم أكن أعلم بما حدث في جدة من أمطار وسيول، ومع استمرار إغلاق جواله وعلمي أخيرا بما حدث من كارثة، سارعت بالوصول إلى جدة وبدأت بالبحث عنه بنفسي في منازل أصدقائه إلا أني لم أعثر عليه، وعندها أبلغت الجهات الأمنية ممثلة في الدفاع المدني بفقده. وذكر الابن أن والده المفقود كان يتمتع بصحة جيدة، ولا يزور أي مستشفى، وكان يقود سيارته في سدير بشكل طبيعي، إلا أنه كان يبتعد عن القيادة في جدة خاصة نظرا لازدحام شوارعها. وعن مواصفاته الشخصية قال: أبي أبيض البشرة وله “سكسوكة” عادية وشارب كثيف وعريض، طوله ما يقارب 170 سم، وهو ممتلئ الجسم، ولهجته من لهجة أهل سدير. وأشار الابن إلى أنه الآن في طريقه من الرياض إلى محافظة سدير للبحث عن صورة شخصية لوالده بناء على طلب الدفاع المدني لتسهيل إجراءات البحث عنه. وقصة أخرى قصة أخرى رواها توفيق عن فقدان شقيقته عائشة "36 عاماً" قائلا: كانت مع اثنين من إخوتي في سيارة صغيرة غرقت بكاملها أسفل جسر أم الخير جنوبجدة، وقيل كان هناك شباب قرب الموقع قاموا بإخراج جميع من في السيارة وكانوا في حالة جيدة، وتبرع رجل كبير في السن يقود سيارة من نوع جيب مع عائلته بأخذ أختي معهم كونها كانت الفتاة الوحيدة في الموقع، وكان هناك اتصال دائم بين أخويّ الاثنين وأختي، وبعد ساعتين تقريباً من توقف المطر فقدوا الاتصال معها وأغلق جوالها تماماً، ولم نستطع التواصل معها حتى هذه اللحظة، منوهاً إلى أن آخر مكالمة معها أفادت بأن سيارتهم علقت في مكان ما ولكنها لم تكن تعرف الموقع بالضبط. وأضاف: عندها سارعت على الفور إلى إبلاغ الشرطة والتي بدورها حولتنا للدفاع المدني باعتباره جهة الاختصاص، وبالفعل سجلنا بلاغاً بفقدانها لدى الدفاع المدني الذي طلب صورة لها، وما يزال البحث جاريًا عنها.