حصدت العديد من منشآت جدة التجارية - خلال الايام القليلة الماضية خسائر بالجملة نتيجة غرق فواتير وعقود ووثائق ومستندات التعاملات فى مياه السيول فقد شهدت العديد من المؤسسات والشركات والمراكز التجارية في جدة نتيجة كارثة السيول التي اجتاحت المدينة مؤخرا تعطل خدماتها وخاصة بعد ان تسببت الامطار في انقطاع التيارات الكهربائية عن العديد من المؤسسات التى تعتمد بقدر كبير فى اعمالها على التيار الكهربائى مثل المستشفيات وغيرها من المرافق والمؤسسات وتضررت العديد من المراكز التجارية التي يوجد بها مواقف ارضية للمركبات ( بدرومات ) حيث غمرتها المياه وتسببت في تلف المركبات وعدادات الكهرباء واجهزة الاتصالات وادت الى تعطلها واتلاف الكثير من المعاملات والمستندات وكذلك الفواتير والعقود والوثائق المتعلقة بالتعاملات التجارية لتلك المنشآت وهو ما دفعها الى تسريح موظفيها ومنحهم اجازات مفتوحة في ظل توقف انشطتها. وشرعت بعض تلك الجهات بالسماح لمنسوبيها بالعمل من منازلهم وذلك من خلال شبكة النت ورسائل ال اس ام اس والبريد الالكتروني في حين كلفت جهات اخرى موظفيها بالعمل في مواقع اخرى تابعة لها لم تتأثر بالكارثة مثلما تأثرت مواقعها. وكشفت جولة المدينة الميدانية لعدد من المواقع المتأثرة بالسيول عن تعرض العديد من المباني والمراكز التجارية المتخصصة في بيع المواد الغذائية للتوقف منذ اليوم الاول لهطول الامطار واصبحت غير قادرة على ممارسة اعمالها في ظل ما تعرضت له من خسائر فادحة لحقت بمختلف موادها ومنتجاتها حيث تعرضت لاضرار وخسائر مادية كبيرة قدرها بعض منسوبيها بملايين الريالات خاصة وان تلك المحلات تعمل على مدار الساعة ودخلها اليومي وبحسب بعض العاملين فيها يتجاوز النصف مليون ريال في اليوم الواحد. وتوقفت عدد من المستشفيات عن العمل مدة اسبوع تقريبا نتيجة الاضرار التي لحقت بها حيث لم تتمكن من استقبال المرضى او معالجتهم وهو ما ادى الى تأثرها نتيجة ذلك التوقف وتعرضها للكثير من الخسائر المالية. ويؤكد مجدي ابراهيم سلاوي موظف في شركة رابية الزراعية احدى الشركات الواقعة على شارع فلسطين ان الامطار والسيول اجتاحت مبنى الشركة المكون من دورين وتسببت في تلف الآلاف من المعاملات والمستندات والفواتير الخاصة بها وبعملائها كون المياه طمرت المبنى وبلغت حتى المكاتب لتغرق كل محتوياتها على الرغم من محاولات الانقاذ التي قاموا بها حتى ساعة متأخرة من مساء يوم الاربعاء المأساوي. وقال ان مجموعة شركاتهم متخصصة في اكثر من مجال وبعض فروعها يعمل في نفس الموقع ومنها على سبيل المثال المقاولات والسفر والسياحة والاثاث المنزلي والمكتبي والزراعة وتنظيم الحدائق لذلك فإن جميع معاملاتهم المرتبطة بعملاء والجهات الحكومية والمدنية الاخرى وكذلك الافراد لم تسلم من الاضرار والخسائر تظل في كل الاحوال جسيمة بالنسبة لهم خاصة في ظل ماتحتويه تلك المستندات من معلومات هامة وحساسة تتعلق بمشروعات الشركة.وتابع يقول حتى الاثاث والديكور والحدائق لم تسلم من الاضرار ولكننا وبفضل من الله تمكنا من تلافي ماهو اخطر من ذلك للخروج من تلك الازمة باقل الخسائر حيث حاولنا وعملنا على حفظ الكثير من الملفات المهمة ووضعناها في اماكن بعيدة عن مواقع الخطر وان كانت المحاولات محدودة في ظل ماشهدته المدينة من امطار وسيول جرفت كل شيء. وفي موقع آخر كشف عبدالاله الزهراني يعمل في احد المراكز التجارية الشهيرة في بيع المواد الغذائية عن توقف العمل لدى المركز منذ يوم الكارثة وحتى الان. وقال بأن السيول اتلفت كل محتويات المركز والمستودعات الداخلية المحيطة به على اعتبار ان الموقع تعرض للكثير من الخسائر.وتابع ان هناك اجهزة تكييف وثلاجات وغيرها من السلع تعرضت للتلف الامر الذي ادى الى اغلاق الموقع. وكانت معظم المباني والمراكز التجارية الجديدة والتي تضم كبرى الشركات والمحلات التجارية ومحلات خياطة الاثواب الواقعة على امتداد شارع الامانة بجوار الغرفة التجارية قد توقفت عن العمل بعد ان طمرتها مياه السيول وتسببت في قطع التيار الكهربائي والمصاعد. ويؤكد عدد من العاملين في تلك المواقع بأنهم يعملون حاليا من خارج مواقعهم حيث ان مكاتبهم لم تعد مهيأة للعمل في ظل انقطاع التيار الكهربائي وتوقف المصاعد واجهزة الاتصال الخاصة بهم وقالوا إن جميع تلك المنشآت في تلك المراكز اوقفت اعمالها تماما ولم يكن بمقدورها ممارسة انشطتها. اما احمد العولقي احد العاملين في مركز تجاري شهير لبيع المواد الغذائية فيقول : منذ اسبوع ونحن نعمل على تنظيف المركز والمستودعات و تصليح الكثير من التلفيات. واضاف بان الخسائر كبيرة فمن جهة توقف البيع ومن الجهة الثانية تضاعفت الالتزامات وباتت المستلزمات المترتبة على صاحب المركز مضاعفة.