انتقد عدد كبير من المواطنين والمسؤولين، غياب الفنان السعودي عن أحداث “كارثة جدة 2 ”، ووجهوا اتهامات لهم بالجمود وانعدام الإحساس والإنسانية، كون نجوم الأغنية والدراما في جميع دول العالم عادة ما يتواجدون في مثل هذه الأحداث الاجتماعية والإنسانية والكوارث في التواصل مع المتضررين وزيارة مراكز الإيواء، ولكن للأسف فإن هذا لم يحدث من فنانينا سواء كان على مواقعهم الإلكترونية الشخصية أو على أرض الواقع باستثناء سفير النوايا الحسنة الفنان فايز المالكي الذي حضر خصيصاً من الرياض لمساعدة منكوبي “كارثة جدة2” وتقديم المساعدات الشخصية لهم، وقد شوهد وهو يحمل الكراتين وأكياس الدقيق على ظهره لتوزيعها شخصياً على المنكوبين. ولوحظ غيابا لنجوم الشاشة عن مساعدة المتضررين الذين طالما صفقوا لهم وأحبوهم وتمنّوا أن يكونوا معنا في اللحظات العصيبة التي يمرون بها، فمن نصبّتهم الصحافة نجوماً يغيبون عن الناس في أحلك ظروفهم، هؤلاء الناس الذين لا يريدون مالاً أو هبات أو صدقات إنما يريدون وقفة حقيقية تنبئ عن الدور الأمثل الذي يجب أن يكون عليه الفنان الحقيقي. بدر الفهيد (مدرس لغة إنجليزية) استنكر ذلك الغياب قائلاً: الفنان الحقيقي هو الذي لا ينتظر دعوة للمساهمة والمشاركة في الأعمال الخيرية فهو يطل عبر الشاشة ويدخل كل البيوت دون إذن ولا أريد أن يُفهم حديثي هنا أن نظرتي سوداوية تجاه جميع الموجودين في الوسط الفني.. لا بالعكس فهناك نماذج جيدة ولكن حضورها خجول وغير فعال ويجب أن يكون منظماً بشكل يخدم الوطن والمواطنين وليس بحثاً عن فلاشات المصورين. ويشاركه الرأي خالد الحمود (والذي يعمل في التجارة) بالقول: للأسف أن نشاهد تضامنا إنسانيا من جميع فئات المجتمع ولا نرى وجوداً للفنان السعودي الذي كان يجب أن يكون أول من يشمّر عن ساعديه ويضع نفسه مجنداً على أرض الواقع وليس بحزم حقائبه والسفر لخارج البلاد أو يعود لتصوير مسلسله وبرامجه وينسى أن أهله في جدة يعانون.. أتمنى أن يستشعر أولئك الفنانون معنى الوطنية حقاً. من جهته انتقد الزميل نايف العلي الغياب الكبير للكثير من الفنانين عن المشاركة في الحملات التطوعية التي قام بها جميع المواطنين، وقال: يؤسفني أن ذلك الغياب الكبير للفنانين الذين كنا نتوقع أن يخرجوا من ثوب الفن ولبس ثوب الوطنية والإخلاص لأهل هذا البلد.. المنكوبون الآن لا يريدون كلاماً في الهواء يريدون مواساة على أرض الواقع وإيقافا لجميع الأعمال الفنية تضامناً معهم، وبكل أمانة أن الفنان فايز المالكي هو الفنان الذي لا زال حتى هذه اللحظة نشاهده يذهب بنفسه لإيصال المساعدات والإشراف عليها بينما نرى باقي الفنانين لا حس ولا خبر. وشدّد البعض من خلال مواقع الإنترنت والفيس بوك إلى أن الواجب الوطني والإنساني الذي كان يستوجب على الفنانين فعله هو أن يخرجوا من عباءة “البرستيج”، والمشاركة مع إخوانهم المواطنين في تقديم الدعم والمساندة لإخوة لهم تضرّروا، أو باستقطاع جزء من مداخيلهم الشخصية وتحويلها إلى الجمعيات والجهات الإنسانية المنكوبة في جدة، وللأسف : حتى هذه اللحظة لم يع بعض الفنانين أن الألم ليس في موال يصدّحون به أو في أغنية يكابد صاحبها هجر محبوبته وليست أيضاً في مشهد فكاهي يتسوّل به الضحك من المشاهد.. إنما الأمر يختلف كلياً، ويعني أننا يجب أن نعيد النظر في بعض فنانينا الذين لا يعرفون أسس الجانب التطوعي والمعنى السّامي لكلمة فنان.