تواصل اللجنة المشكلة بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة أعمالها بدراسة حلول عدة ومقترحات مختلفة، تمنع وصول سيل وادي العقيق بالمدينةالمنورة إلى المسجد النبوي الشريف عبر طريق السلام، والممتد من غرب المدينة وصولاً إلى المسجد النبوي حيث يمر عبره طريق السلام بانخفاض موازٍ لمجرى الوادي. وأوضح مصدر مطلع ل (المدينة) أن اللجنة التي تضم عدة جهات طرحت العديد من الحلول من بينها رفع منسوب الطريق في المنطقة الواقعة بين الوادي والمسجد النبوي، بحيث تكون أعلى من منسوب المياه الجارية في الوادي، وهو المقترح الذي لقي قبولاً مبدئياً من أعضاء اللجنة، فيما طرح من الحلول أيضا تخفيض منسوب الوادي وهو المقترح الذي يواجه إشكالية تكوّن مستنقع مياه. وأضاف المصدر أن تصميم الطريق الذي نفذ قبل أكثر من عشر سنوات لم يراع خطورة وصول مياه السيول عبر الطريق إلى المسجد النبوي الشريف في النقطة التي يتقاطع خلالها الطريق مع الوادي، مبيناً ان سمو أمير منطقة المدينةالمنورة يتابع أعمال اللجنة وما قد تتواصل إليه من حلول ليتم فورا البدء بتنفيذ تلك الحلول. من جهة أخرى حذر الباحث الأكاديمي وعضو هيئة التدريس في جامعة طيبة الدكتور خالد الصيدلاني في بحث تحت عنوان "السلوك المتوقع لفيضان وادي بطحان وأخطاره على المنطقة المركزية في المدينةالمنورة" من الأخطار التي ستصيب المسجد النبوي الشريف في حال فيضان وادي بطحان في المدينةالمنورة، موضحا أن الأخطار ستطال المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي، وقال ان الفيضان سيكون مساره عبر مداخل المواقف المشيدة تحت ساحات المسجد، مشيرا الى ان الأضرار التي يمكن حدوثها ستكون في الدور السفلي (القبو) المخصص للأعمال الكهربائية والميكانيكية، وكذلك نفق تكييف المسجد النبوي، ومواقف السيارات الخاصة بالمصلين، إضافة إلى نفق الخدمات المخصص لمرافق الكهرباء والمياه والهاتف لمباني المنطقة المركزية. وأوصى د. الصيدلاني عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة بإعادة تصميم طريق الأمير عبدالمحسن (النازل) ليكون على شكل مسار مناسب تسلكه مياه الفيضان دون إعاقة له، كونه المجرى المتبقي لوادي بطحان، كما أوصت ورقة العمل بتمديد نفق المناخة بإتجاه طريق أبي بكر الصديق حتى طريق الأمير عبدالمجيد، وهي النقطة التي يلتقي فيها مع المسار الطبيعي لوادي بطحان باتجاه منطقة العيون (مجمع الأسيال) ليتم تصريف مياه الفيضان ودرء وتخفيف أخطاره عن المسجد النبوي والمنطقة المركزية في المدينةالمنورة ، بالإضافة إلى الاهتمام بمشاريع قنوات تحويل الأودية فهي تسير عكس اتجاه الميل ، مما قد يعني عدم قيامها بتصريف المياه في الاتجاه المطلوب ، وبالتالي زيادة خطورة الفيضان على المنطقة المركزية ، كما أوصى بتحويل السد الترابي في أعلى الوادي إلى سد أسمنتي لضمان عدم انهياره واندفاع المياه بقوة إلى المجرى الرئيسي للوادي داخل المدينةالمنورة. الجدير بالذكر ان وادي العقيق من أشهر أودية المدينةالمنورة تتجمع مياهه من منطقة النقيع التي تبعد عن المدينة أكثر من مائة كيل جنوباً، ويسير إلى مشارف المدينة حتى يصل إلى جبل عير، ويسمى هذا الجزء منه العقيق الأقصى، ثم يسير غربي جبل عير، ويمر بذي الحليفة حتى يبلغ أقصى عير فينعطف شرقاً حتى يلتقي بوادي بطحان قرب منطقة القبلتين، ثم يسير بإتجاه الشمال الشرقي قليلاً ثم شمالاً فيلتقي بوادي قناة القادم من شرقي المدينة فيما يتكون وادي بطحان من مسايل عدة، منها مسيل يأتي من منطقة ذي حدر إلى قربان، حيث يلتقي مع الأودية الأخرى، ومنها: مسيل وادي رانوناء الذي في جنوبي المدينة، ومنها: مسيل وادي مذينيب، ووادي مهزور الآتيين من شرقي المدينة. وتمتد هذه المسايل وتكون مجرى يمر شمالاً غربي المسجد النبوي في منطقة السيح إلى غربي جبل سلع .