* حضوركِ يا سيدةَ قلبي، ويا عطرَ أيامى.. أصبحَ مُبررَ وجودي.. لم تشعريني في أيِّ لحظةٍ من لحظاتي الجميلة معكِ بأيِّ من حيلِ الأنثى، وألاعيب النساء، بل كنتِ دائمًا معي ساميةَ الروح.. طاهرةَ القلب.. نقيةَ النفس. * عندما كنتُ أحدثكِ عن مخاوفي.. وأشكو لكِ أحزانى.. لم تكوني تصغين فقط، بل كُنتِ كما عهدتكِ ترشدين، ولروحي القلقةِ تهدّئين. كانت أقسى الأزماتِ عندكِ هباتٍ إلهيةً للتحدّي، وتقويةِ النفس. وكانت أعتى المشكلاتِ مع حكمتكِ فرصًا لإثبات الذات. * تقولين لي، وأنا في عمق أحزانى.. وكلّكِ رقّةٌ ووداعةٌ: هل علّمكَ يومًا أحدٌ الحبَّ؟؟ ثم من لحظتكِ تُجيبين.. بعد أن رأيتِ الحيرةَ في قسماتِ وجهي: أنتَ قَادرٌ على الحبِّ كأيِّ إنسانٍ، لكن عليكَ فقط أنْ تؤمنَ في أعماقكَ بأنّكَ قادرٌ فعلاً على الحبِّ.. ثم أصغِ جيّدًا إلى قلبكَ.. فلغةُ القلبِ الصادقِ خيرُ مُعّلمٍ. * وعندما أعودُ إلى قلبي فأسأله يقول لي: أنّكِ أنتِ معلّمتي الوحيدة، التي اختبرتُ معها الفرحَ، وعشتُ معها المغامرةَ، وعرفتُ في وجودها الحبَّ الحقيقيَّ الَّذي لا يخشى المعاناةَ، ولا الخوفَ من الفقدِ.. فقد زرعتِ بحنانكِ ذاتكِ في أعماقي. * التقيتُكِ في قمةِ يأسى.. وعمقِ انكساراتى.. أظلمت الدنيا في عينيّ.. واستوحشت الحياةُ في قلبي.. رأيتِنى مُحطّمَ الرُّوحِ.. مكسورَ النَّفسِ.. وبهدوءِ روحكِ، وحنيّةِ يديكِ، ورقّةِ لمساتكِ كنتِ معلّمتي التي لملمت أشلائي، وداوت جروحي.. مسحتِ عنّي الهمومَ.. وأبعدتِ الأحزانَ.. ودفعتِنى بكلِّ قوةٍ صقرًا مُحلِّقًَا من جديد، أمارسُ في شموخٍ حريّتي في الارتقاءِ إلى كبدِ السماءِ. * معكِ لستُ في حاجةٍ إلى لغةٍ مشفّرةٍ؛ لكي أعرفَ مشاعركِ.. يكفى أن أستمعَ لهمساتكِ، وأن أصغيَ لنغماتِ صوتكِ.. وألمسَ حنيّتكِ.. ويكفى أن أنصتَ إلى نبضاتِ قلبي، وسكونِ روحي، فكلُّها تدفعُني إلى أقصى حدودِ عشقي لكِ، وهيامي بكلِّ لحظاتي معكِ. * بوجودكِ معى أيقنتُ أنني قادرٌ على تغيير محور العالم، فبعد أن كنتُ تائهًا مفقودًا، غدوتُ عاشقًا مولودًا، أشرقت في عينيّ أضواءُ الخلودِ.. وسمت روحي إلى عنانِ السماءِ.. عندما أتأمّل نفسي معكِ، أتجلّى لعلوٍّ سماويٍّ فوقَ تخيّلِ البشرِ.. وأرتقي إلى فضاءاتٍ قدسيةٍ لم يعرفها أحدٌ.. فأشعرُ بالنورِ يغمرني حتى أعماقِ أعماقي. * قبلكِ سمعتُ عن آلهاتِ الحبِّ الإغريقيةِ.. وقرأتُ عن ملكاتِ الجمالِ الفرعونية.. وبحثتُ في أساطير الحكمةِ الفينيقيةِ.. فلم أرَ ما يضاهيكِ.. لا فينوس في جمالِها.. ولا نفرتيتي في جاذبيتِها.. ولا عشتار في حكمتِها.. فأنتِ وحدكِ أبعدُ من الخيالِ في كلِّ تلك الأساطيرِ.. وأنتِ فقط دونَ الجميعِ ما وراءَ الأحلامِ. * معكِ يا سيدةَ قلبي أصرخُ في نشوةٍ.. أيَّ عشقٍ يعرفون مثلَ عشقِي لكِ؟! وأيَّ حبٍّ يصفون فوقَ حبِّي لكِ؟! وأيَّ ولهٍ يدرون كوَلَهِي فيكِ؟! أنتِ ولا أحدَ سواكِ مَن سما بي فوقَ كلِّ الكائناتِ، وارتقى بي إلى أزلياتٍ لم يعرفها أيٌّ من بني الإنسانِ.. وأنتِ الذي اختاركِ قلبي؛ ليحلّق معكِ إلى غيماتِ الهدوءِ.. ولتكوني معلّمته التي تقودُه إلى شاطئِ الأمانِ. فاكس: 6718388 – جدة [email protected]