قرر زيد ابن القرية بعد طول عيش في المدينة أن يكمل نصف دينه. جمع كل ما ادخره من مال وما استدانه من الأصحاب، ويمم شطر قريته، ولكن أمله خاب حين وجد أن قريته لا تزال تعيش ماضيها وأن تكلفة الزواج فيها تفوق أعباءها في المدينة. ولا صحة لما يقال من وجود قواعد اتفقت عليها الناس للتخفيف من تلك العادات، فلا يزال هناك المغالون في المهور، المبالغون في المطالب. * كنت أظن أننا تجاوزنا تلك البدع بالتعليم الذي عم كل القرى، بالجامعات التي تنتشر في طول البلاد وعرضها، بالحشود التي تبعث للتعليم في الخارج والتي تنال القرى نصيباً كبيراً منها اليوم. * لقد فوجئ إمام مسجد الحي، حين قلت له.. كأن هناك خصومة فيما يبدو بين منبر المسجد وقضايا المجتمع الأساسية، هناك قضايا مجتمعية أكثر إلحاحاً من موضوعات قتلتموها بحثاً. لماذا لا تطرحون في خطبكم القضايا المتفاقمة، كقضايا الزواج والطلاق والفساد والغش وأكل أموال الناس بالباطل، إن منبر الجمعة يا فضيلة الشيخ له قوة تأثير أقوى من التلفزيون، أقوى من الإذاعة والصحافة، أقوى من أحاديث المجالس وسهرات القهاوي.!!