تتزاحم الأفكار، والأحداث اليومية، ومطالب القرَّاء الكرام لدى الكاتب، فيصبح محتارًا بأيُّها يبدأ. وعلى الرغم من وضعه سُلَّم أولويات، إلاّ أن ضيق المساحة يقف عائقًا أمامه -خاصة الكاتب الأسبوعي- بخلاف الكاتب اليومي، وشبه اليومي اللذين تتعدد الفرص أمامهما. لذا فإنني أُفسح اليوم المجال (لضغط) عدد منها، منطلقًا من (مكة) باتجاه الجنوب حتى مركزَيْ العرضيتين (الشمالية والجنوبية) شرق محافظة القنفذة بمنطقة مكةالمكرمة. * إذ حمل الأسبوع الماضي، وعلى صفحات هذه الجريدة خبر توجيه الأمير خالد الفيصل بإنهاء تسرب مياه الصرف الصحي بجنوبمكة. حيث وافق سموه على التوصيات التي اتخذتها اللجنة السباعية التي أمر سموه بتشكيلها لدراسة وضع المستنقعات، والبحيرات المشكَّلة من مياه الصرف الصحي جنوبمكة على طريق الليث. وخلصت إلى نتائج تسهم في الحد من مخاطر تلك البحيرات والمستنقعات. وأذكر أنني كتبتُ مقالاً عن تلك القضية بتاريخ 14/9/1431ه تحت عنوان (بين بحيرتين) ذكرتُ فيه أن تأهيل تلك البحيرة الواقعة على طريق مكة الليث لم يتعدّ «أكثر من فتح (قناة) جديدة لتصب مياه الصرف القادمة من (مكة) فيها، ويُذهب بها (غربًا) إلى مكان غير بعيد، علمًا أن القناة يراها المسافرون ولا يدرون أنها تصب في بحيرة (مستترة) غير التي عهدوها». وهو خبر مفرح ولا شك، لكن يبقى الأهم وهو سرعة المبادرة بتنفيذ التوصيات من قِبل جهات الاختصاص. * وإلى جنوب مدينة الليث، حيث يُدهش المسافر لكميات السيول التي غطّت الطريق السريع، ما يجعله يتساءل عن مصدر هذه السيول، مع عدم وجود معالم لأودية في تلك الأماكن بالذات، وهو لا يعلم أن (تحويل) مجرى السيل شرق مدينة الليث للحيلولة دون اجتياحه لها، بالإضافة لجريان بعض الأودية بكميات على غير العادة كانا السبب في غمر السيول للطريق، وربما دمّرت في طريقها (غير المعتادة) منازل، وشرّدت أسرًا، فهل من حل؟ * وجنوبًا إلى مركزَي العرضيتين (الشمالية والجنوبية) بمحافظة القنفذة، حيث سرى خلال الأسبوع الماضي خبر اعتماد بلدية للعرضية الشمالية في حاضرتها (نمرة). وكم كان هذا الخبر حُلُمًا يراود مواطني المركز منذ زمن؛ نظرًا للكثافة السكانية والعمرانية التي تشهدها العرضية الشمالية، ومثلها جارتها العرضية الجنوبية. هذه الكثافة في المركزين جعلت (بلدية ثريبان) بالعرضية الجنوبية التي تخدم مركزَي العرضيتين في موقف المدافع عن نفسه إزاء ضعف خدماتها مقابل متطلبات المركزين، فما إن يُطالِب مواطنو الشمالية بالخدمات إلاّ وترد البلدية بأنكم لستم وحدكم، فمعكم الجنوبية أيضًا لها طلباتها، وبالمثل تكون الحجة مع طلبات الجنوبية. وهي فرصة لسؤال المجلس البلدي بالعرضيتين عمّا أُنجِز في فترته، وهل ما أُنجز يتناسب مع حجم الوعود التي قطعها أعضاء المجلس على أنفسهم قبل الترشيح؟ * ونبقى في العرضيتين حيث حمل الأسبوع الماضي نبأ تعيين قاضيين جديدين في مركزَي العرضيتين خلفًا للقاضيين السابقين، وهنا أهمس في أُذن القاضيين الجديدين، بالإضافة لرئيس بلدية العرضية الشمالية -المنتظَر- بأن (شِباك) النفعيين قد امتدت في كل اتجاه؛ بهدف (الاحتواء) للقادم الجديد، وجعله ضمن إطار (المجموعة)، واللبيب بالإشارة يفهم. * كما حمل الأسبوع الماضي نبأ قرب دخول مشروع مستشفى نمرة بالعرضية الشمالية عامه (التاسع)، ولا يزال أسيرًا لمماطلة المقاول، على الرغم من وقوف الوزير عليه قبل (14) شهرًا، ووعدِهِ بالإنجاز خلال (6) أشهر، ويبدو أن الشهر يعدل سنة تامة! * أخيرًا، وبما أننا على طريق الجنوب (الساحلي) فلا ننسى كاميرات (ساهر) -التي لم تشمل الطريق بعد- المثيرة للجدل من حيث نظاميتها، ومضاعفة غراماتها، وعدم الدلالة على أماكن وجودها عن طريق اللوحات الإرشادية. لكنَّ تصريح أحد أعضاء مجلس الشورى بأن نظام ساهر لم يصدر به مرسوم ملكي كان هو الحدث الأبرز فيما يُثار حول هذا النظام. وتتكاثر الأسئلة حول ساهر، أهو نظام حماية، أم نظام جباية؟ ولماذا لا يتمكن المواطن -في بعض الحالات- من تسديد المخالفة إلاّ بعد أن تُضاعف؟ هناك مَن يقول ما دام أن الهدف هو (الحماية) فلماذا لا يُشترط على الشركات المُصنِّعة بعض المواصفات مثل تحديد سرعة السيارة ب(120كم/ساعة) لتسلم الأرواح والجيوب أيضًا؟! [email protected]