صدر حديثاً عن منتدى المعارف رواية "زوار السفارات" للروائي محمد بن صالح الشمراني. وتتكون الرواية من فاتحتين، و 51 فصلاً من النوع القصير والمتوسط، وخاتمتين، وتقع في 248 صفحة رواية زوار السفارات تتناول نقداً مباشراً للحراك الفكري الثقافي في السعودية، وتطرق موضوعاً حساساً ومهماً؛ إذ أنه تتناول موضوعاً سياسياً وفكرياً يعتبر الأبرز في الساحة السعودية بشكل خاص، والعربية بشكل عام، ألا وهو المواجهة الفكرية بين التيار الإسلامي والتيار الليبرالي. وتدور أحداثها في مكان افتراضي، اسمه (المجمع الثقافي)، وتسلط الضوء على دوره في تغذية الجانب الفكري للتيار الليبرالي، وتدور الأحداث حول تسرب معلومات مهمة جداً ووثائق خطيرة قد تدين المجمع الثقافي، وتهدد وجوده في المنطقة، عبر حبكة بوليسية معقدة، تمزح بين الجانب الفكري، والجانب السردي الحديث. هذه الرواية تعالج حكاية ارتباط عدد من المثقفين ببعض الجهات الأجنبية، وقد اعتمدت في بناء حقائق الرواية على عدد من المصادر، منها مقابلة المؤلف مع عدد من هؤلاء المثقفين الذين كان لهم تواصل مباشر أو غير مباشر بها، وكذلك للعديد من الدراسات الغربية التي كشفت هذا الدور، معتمدة على عدد من الوثائق الأمريكية الرسمية، وبعض الوثائق الفرنسية الرسمية التي تم رفع السرية عنها بسبب التقادم، كما تم إثبات عدد من شهادات كبار المفكرين والكتاب العرب والأجانب حول هذه القضية في بداية كل فصل. الرواية تمزج بين الحبكة البوليسية المرسومة بدقة وتعقيد، وبين العاطفة الاجتماعية التي تضفي عليها جانباً من الإنسانية المرهفة، وقد مزجت الرواية بين العمل السردي والتحقيق الصحفي، حيث قام المؤلف بعمل ميداني لأخذ المعلومات من عدد من الأطراف المحلية، ومن ثم تم صياغتها في قالب روائي بوليسي. ويخرج العمل في وقت يشهد أوج المواجهة بين التيارات الفكرية المحلية.