لم يكن يتوقع عمر علي المعشي البالغ 75 عامًا من سكان بلدة مخشوش بحلي في محافظة القنفذة أنه سيدفع ثمن عزلته وتمسكه بمنزله القديم فوق أرضه الزراعية التي غرس فيها زهرة وسقاها بعرق كفاحه بعد أن تركه كل أقاربه بحثاً عن حياة آمنة هانئة بعيدة عن خطر السيول العم عمر المعشي أدرك متأخرًا أن تلك الزهرة بدأت تذبل مع تقدم العمر وأنه لم يعد قادرًا على العيش بمفرده الأمر جعله ينتقل ليعيش مع اخوته بعد أن ساءت ظروفه الصحية وضعف بصره وقلة قواه فلم يعد قادرًا على العمل. طرق العم المعشي المستشفيات بحثًا عن علاج يشفيه والضمان الاجتماعي أملاً فيما يسد به جوعه ولكنه وجد أبوابها موصدة أمامه مطالبينه بالهوية الوطنية. “المدينة” التقت بالعم عمر وبالرغم من الحالة النفسية السيئة فقد ترجمة دموعه ما عجز لسانه عن البوح به وهو يسرد قصته: كنت أعيش بمفردي وآكل من عمل يدي ولكن عندما تقدم بي العمر وجدت نفسي غير قادر على العمل خصوصًا بعد أن ضعف بصري وقلة حيلتي ذهبت للمستشفى للعلاج لكنهم طالبوني بالهوية الوطنية والتي هي تسكن في قلبي وتسير بدمي. ويضيف : أنا سعودي أباً عن جد وأخواني الأشقاء لديهم الهوية الوطنينة وكنت طوال تلك السنين التي عشتها بمفردي لم أكن في حاجة للهوية ولكن اليوم في أمس الحاجة إليها وإلى ضمان اجتماعي ولي أربع سنوات ألهث وراء استخراج الهوية الوطنية فبالرغم من سعيي الحثيث و كثرة مراجعاتي واستيفائي لكافة الإجراءات الخاصة بإصدارها إلا اني لم أحصل عليها إلى الآن. لكن الأمل يحدوني في الحصول على الهوية قبل أن أفارق الحياة.