في صباح يوم الأحد الثالث والعشرين من شهر ذي الحجة فجعتُ بوفاة والدي رحمه الله بعد معاناة مع المرض، والحمد لله على قضائه وقدره، ولقد عهدتك يا والدي صوامًا قوامًا شاكرًا ذاكرًا لله، قنوعًا بما أعطاك الله، وهذه صفات عباد الله المؤمنين، أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن تكون منهم، وأن تبلغ درجة الصديقين والصالحين. لقد تعبت وسهرت من أجل تربيتنا والعمل على تنشئتي تنشئة إسلامية خالصة علمتني الحب والوفاء والإخلاص وكل معاني الرجولة والأدب، أسأل الله أن يثيبك ويجزيك خير الجزاء وهأنذا أفتقدك في خضم الحياة وأمواجها المتلاطمة والحمد لله على كل حال وعزائي في ذلك أنك أفنيت حياتك في طاعة الله صائمًا صابرًا على ظمأ الهواجر قائمًا صابرًا على برد الشتاء وحرارة الصيف يصدق عليك قول الحق تبارك وتعالى “كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون” وقوله تعالى “تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا.....” تشهد لك أروقة المسجد النبوي بأداء صلاة الجمعة بين أسواره منذ عرفتك، يشهد لك شهر رمضان بصيام نهاره وقيام ليله في طاعة الله. يشهد لك البعيد قبل القريب بحسن الجوار وعدم الأذى يشهد لك القاصي والداني، ويشهد، ويشهد. ماذا عساي أن أقول والقلب يحترق والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب إنا لله وإنا إليه راجعون. فإلى جنة الخلد يا أغلى مفقود أسأل الله أن يجمعني بك في جنات النعيم في الفردوس الأعلى في مستقر الرحمة والمغفرة....... وإلى الله تصير الأمور. محمد جزاء العياضي - المدينة المنورة