عرض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة أمريكية على مجلس الوزراء أمس من شأنها تمديد تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية لمدة 90 يوما مقابل حوافز دبلوماسية وأمنية. وتريد واشنطن من اسرائيل تجميد البناء الاستيطاني من أجل استئناف المحادثات مع الفلسطينيين الذين انسحبوا من المفاوضات بعد أسابيع محدودة من بدئها في سبتمبر أيلول عندما رفضت اسرائيل تمديد الحظر الذي كان مفروضا على البناء الاستيطاني لمدة عشرة أشهر. وبموجب الاقتراح الأمريكي إذا مددت اسرائيل تجميد البناء ستتعهد واشنطن بعدم السعي لمزيد من التمديد وبالاعتراض على أي محاولات في الأممالمتحدة لفرض تسوية سلمية من جانب واحد. كما سيجري تطوير المساعدات الأمنية الأمريكية. وقال نتنياهو في تصريحات قبل اجتماع مجلس الوزراء "سأصر على ضرورة تلبية الاحتياجات الأمنية لاسرائيل في أي اقتراح.. سواء في الوقت الراهن أو فيما يتعلق بالتهديدات التي تواجهنا في العقد المقبل." وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي قال في وقت سابق إن أي حظر على البناء في المستوطنات لن ينطبق على المناطق المحيطة بالقدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل خلال حرب 1967. وقال مصدر دبلوماسي إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عرضت الخطة على نتنياهو في اجتماع عقد بالولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث الرسمي باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه لم ترد أي معلومات رسمية فيما يتعلق بتجديد حظر البناء الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة. وأضاف "ليس لدينا معلومات رسمية بهذا الخصوص والموقف الرسمي الفلسطيني لن يعلن قبل ان يستمع الرئيس (محمود عباس) رسميا من الادارة الامريكية حقيقة ما جرى او يجري (حول الاتفاق مع الجانب الاسرائيلي على قضية التجميد)." وبموجب الخطة الأمريكة تعلن اسرائيل تجميدا آخر للبناء الاستيطاني لمدة ثلاثة أشهر في الضفة الغربية. وأضاف المصدر الدبلوماسي أن أي عمليات بناء بدأت منذ انتهاء الحظر الأصلي في أواخر سبتمبر أيلول سيجري تجميدها. وتابع المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه ان من الوعود التي عرضتها واشنطن على اسرائيل ضمانات لاستخدام حق النقض (الفيتو) على أي قرارات تعرض على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتي تسعى إلى "فرض تسوية سياسية على اسرائيل". كما أن الولاياتالمتحدة ستعمل على استخدام حق النقض ضد أي قرارات في الأممالمتحدة ومنظمات دولية أخرى تعتبر مناهضة لاسرائيل في خطوة ربما تجعل اسرائيل أقل عرضة للتهديدات التي أطلقها بعض الفلسطينيين بإعلان قيام الدولة من جانب واحد في حالة فشل محادثات السلام. واضاف المصدر إن إدارة أوباما ستطلب أيضا من الكونجرس الموافقة على صفقة طائرات حربية متقدمة لإسرائيل قيمتها ثلاثة مليارات دولار "للإبقاء على تفوقها النوعي" في المنطقة. وستوقع كذلك الولاياتالمتحدة اتفاقا أكثر شمولا لزيادة مساعداتها الأمنية لاسرائيل في إطار أي اتفاق يتم التوصل إليه مع الفلسطينيين. وقال مسؤولون اسرائيليون إن نتنياهو -الذي يواجه مهمة صعبة لإقناع حلفائه في الائتلاف بتجميد البناء في المستوطنات- حث كلينتون على توسيع الاتفاقات.