قال الضَمِير المُتَكَلّم : كان يوما الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الماضي مسرحَاً لِعودة جميع مُدراء جامعاتنا الأفاضل ، طلاباً على مقاعد الدراسة في دورة مكثفة لتطوير القيادات الأكاديمية العليا ؛ والحقيقة أن النفس الأمارة بالسوء ؛ عندما شاهدت صورة ( الطلاب المُدراء ) ، وتذكرت صورة ( طُلاب الجامعات ) حاولت أن تستخرج الفروق بين الصورتين فكانت المشاهِد التالية : * ( الطُلاب المُدَراء ) سكَنوا ودرسوا مجاناً في فِندق فَاخِر ( خَمس نجوم ) ، تُدَاعِبه أمواج البحر الأحمر في محافظة ينبع ، وكانت قاعة دراستهم ( صالحة فسيحة مزودة بأرقى أجهزة العرض والترجمة الفَورِيّة )! بينما ( العَديد من طلاب الجامعات المسكينة ) يتكدسون في قاعات دراسية صغيرة غير مجهزة إلا من لَوحات سبورية جِدَارية قديمة ، تضمها مَبَانٍ مستأجرة ، وأما الطلاب المغتربون فعليهم أن يدفعوا رُسُوماً للسَكن الجامعي المتواضع إجمالاً . * ( الطُلاب المُدَراء ) وُزِعت عليهم المنشورات والمطويات الخاصة ب الدَّورة ( الدراسةَ ) مجاناً ؛ بينما طلاب الجامعات ( الغَلابَى ) يُفْرَض عليهم ( ومِن ورا خُشُومهم ) مطاردة الكتب والمذكِرَات الدراسية بين المكتبات التي تحتكرها بأسعار خيالية تستنزِف مكافآتهم البسيطة ! * ( الطُلاب المُدَراء ) يقبضون رواتبهم الكبيرة ( اللهم لا حَسَد ) شهرياً بانتظام مع العلاوة السنوية ، أُضِيفَ عليها ( 15% ) بدل غَلاء معيشة ؛ وتعضدها بعض الانتدابات ، وخارج الدوام ، وبدلات اللجان الدائمة هنا وهناك ، (وخَمْسَة وخِمِيَسَة في عين الحسود ) ! أمّا ( طُلاب الجامعات ) فمكافآتهم الشهرية لا تتجاوز ( ألف ريال ) ، ومع ذلك يُخْصَم بعضها لصالح ( صندوق الطالب ) ، وهذه المكافأة غير المنتظمة ، ولا تعترف بغلاء الأسعار وصعوبات المعيشة ، ولا بالأزمة المالية ؛ فلم تَزد هللة واحِدة منذ سنوات طويلة ! وفي هذه اللحظات تدخلت ( النفس اللوامة ) قائلة : (حَرام ، وكِفَاية ) ، يكفي مقارنات ؛ ورددت : تطوير أداء مدراء الجامعات واجِب ؛ ولكن السعي لمعالجة الأزمات التي يعانيها الطالب الجامعي علمياً واقتصادياً واجتماعياً فَرْض عين ! ولا ريب أن تسليح القيادات الأكاديمية بالأفكار الإدارية الحديثة مهم ؛ ولكن الأهم إقامة دورات لبعض مدراء الجامعات في كيفية التخلص من البيروقراطية والظلم ، وفي تطبيق المرونة والعدل ، وبرامج علاجية للذين يُعانون من مرض الإقصاء والتحزبات الفكرية، ويَنصْبون محاكِم ومقابلات التفتيش لمنسوبيهم ، ويُفَّعِلون قاعِدة (إن لم تكن معنا فأنت ضدنا ) ، وهنا ظهرت النفس المطمئنة لِتُذَكِر بمِقَص الرّقِيب العجيب ! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]