يعد جامع الدحمان بمحافظة أحد المسارحة بمنطقة جازان صرحًا معماريًا وتحفة فنية إذا ما أردت مقارنته بباقي المساجد والجوامع والمباني بالمحافظة وقد ذاع صيت هذا الجامع داخل المنطقة وخارجها ولست مبالغًا أبدًا في القول مهما وصفت وقلت وكتبت. يقع هذا الجامع على الطريق الدولي الذي يربطنا باليمن الشقيق ما أكسبه المزيد من الشهرة حتى خارج حدود الوطن. ولأنه كما قلت يعد معلمًا فإن الكثير من المسافرين يختارونه من بين مساجد المحافظة للصلاة فيه حال موافقة وقت الصلاة دخولهم للمحافظة. ولأنني كغيري من الناس الذين يفضلون الصلاة في هذا المسجد إن توافق وقتها مع وجودهم بالمحافظة إلا أن الأمر لم يعد كذلك فكثيرًا ما كنت أوقف سيارتي وأنزل للصلاة بيد أنني أعود لها وأخرج لمسجد آخر فيا ترى ما هو السبب الذي دعاني للبحث عن مسجد بديل؟!! ولأنني لم أنته من ذكر مناقب جامع الدحمان فسأترك جواب الاستفهام حتى آتي على ذكر أهم مناقب وأفضال الجامع. فمن بين كل جوامع المحافظة تفرد هذا الجامع ليكون منارة للعلم فمارس ولا يزال يمارس دوره المنوط به في نشر العلم والمعرفة والفقه والدعوة إذ تعقد به العديد من الدورات العلمية وحلق القرآن وتقام فيه الكثير من المحاضرات أبطالها نخبة من رجال الدين والعلم الشرعي يتقدمهم أعضاء من هيئة كبار العلماء تنقل محاضراتهم تلك قنوات التليفزيون وتكتظ جنبات الجامع بالحضور والجمع الغفير الذي اعتاد عليه المسجد في تلك الأوقات وفي كل وقت خاصة في صلاة الجمعة والجماعة. لكن الأمر لم يعد اليوم كذلك فالجامع بات يفتقد الكثير من المصلين كافتقادهم إليه فالمؤذن والإمام وعامل النظافة شكلوا مثلثًا لتنفير المصلين بإجماعهم على عدم الالتزام والانتظام بمواقيت الصلاة وتأخرهم في الكثير من الفروض.. تخيل رجلًا يوقف سيارته للصلاة بالمسجد ولا ينادي للصلاة بالأذان إلا بعد ثلث ساعة أو نصف ساعة من دخول الوقت.. وإن حصل وحضر المؤذن على الوقت فإن الإمام هو من يتكفل بالتأخير ليبقى المصلون في لحظات انتظاره. وعامل النظافة هو الآخر أبى إلا أن يقلد أصحابه فبات مثلهم ويحق له فما الذي ينقصه عنهم؟!! أما دورات المياه فحدث ولا حرج تستقبلك الروائح العفنة والقذرة من مكان بعيد دلالة على إهمال الصيانة فإن لم تفهم وتعود أدراجك وغامرت بالاستكشاف لتثبت أنك شجاع ومقدام فستصاب بحسرة وخيبة أمل ولن يستطيع الجهاز التنفسي والمناعي مقاومة تلك الروائح الكريهة التي تكونت نتيجة تراكم الأوساخ والفضلات نتيجة انعدام المياه في كثير من الأحيان يصاحب ذلك افتقاد الكثير من الناس للذوق في استخدام المرافق الأخرى سواء كانت خاصة بالغير أو عامة للجميع ولأن الأمر كذلك فقد فضلت ألا أكرر تجربة دخولي للجامع أكثر مما فعلت وهذا هو جواب الاستفهام السابق في أول المقال. الطريف في الأمر أن إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد تقع إلى الجوار من الجامع لا يفصلها عنه إلا جدار فهل تغط هذه الإدارة في نوم وسبات عميق مع تقديري البالغ لمدير هذه الإدارة وزملائه ومقالي هذا ليس قدحًا في حقهم أو انتقاصًا من قدرهم لكنها ملاحظات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار والله من وراء القصد. محسن موسى طوهري - جازان