محمد البيضاني - الباحة أكد محافظي محافظات منطقة الباحة من المشاركين في رحلة استطلاع الخبرة الإيطالية في مجال السياحة الثقافية وتأهيل التراث العمراني والتي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤخراً على نجاح هذه الرحلة وأهمية ما حققته من نتائج في التعرّف على التجربة الايطالية المميزة في مجال السياحة، وتأهيل مباني التراث العمراني والمحافظة عليها، وتنميتها واستثمارها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي، وانعكاسها في الوقت ذاته على تنمية السياحة الوطنية. وأعرب المشاركون في الرحلة عن شكرهم لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على تنظيم هذه الرحلة والتي تأتي ضمن برنامج استطلاع التجارب العالمية الذي تقوم عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها، والتي أسهمت في رفع الوعي لدى المسئولين من شركاء الهيئة بأهمية التراث العمراني وإكسابهم المعرفة والخبرة في طريقة الاستفادة منه سياحيا واستثماريا. وأكد عبدالعزيز بن رقوش (محافظ المندق) أن البرنامج كان حافلاً بالكثير من الزيارات واللقاءات لعدد من المدن والأرياف واللقاء مع بعض المسئولين في أمانات المدن والجهات المشرفة على صيانة هذه المواقع الأثرية وقد أضفت علينا هذه الزيارة الكثير من الخبرة والمعارف عن المواقع السياحية والأثرية المنتشرة في تلك المناطق والاطلاع على كيفية استغلالها بتأهليها لتكون أماكن سياحية فقد أكسبتنا تلك الجوله الكثير من القناعه بأن أغلب القرى والمزارع في منطقتنا يمكن بأقل جهد وإمكانيات إعادة تأهيلها وقد عدنا بعد هذه الزيارة وكلنا أمل ورغبة بأن ننقل هذه الأفكار داخل محافظاتنا. وأضاف بن رقوش، قمنا خلال هذه الزيارة بتقديم «قصر بن رقوش» الى هيئة السياحة والأثار والتقيت سمو رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان وتم شرح مكونات القصر ومساحته وقيمته التاريخيه لإعادة تأهيله واستغلاله بما يتوافق مع قيمته التاريخية والتراثيه وتم توقيع عقد شراكه بيننا وبين الهيئة. من جانبه أوضح فهد بن تركي البانمي أن الزيارة تجربة ناجحة وغنية وثرية بالكثير من التجارب الإيطالية الرائدة في المجال المحافظة على التراث العمراني وتوظيفه واستثماره سياحياً. وقال عبدالعزيز بن مشرف الغامدي (محافظ العقيق): الاجتماعات التي شهدتها الرحلة سواء فيما بين المحافظين أو مع المسؤولين في البلدات التراثية الإيطالية كانت مفيدة فوجود 17 محافظاً من محافظات عسيروالباحة والغاط أتاح لهم الاجتماع والتحاور والتعارف وتبادل الآراء حول عدد من الموضوعات. وأشار أحمد بن عبدالله زربان (محافظ المخواة) إلى أن الزيارة أعطت فرصة اللاطلاع على طريقة الاستثمار السياحي للمدن ذات الطابع التاريخي والتراثي وسبل تطويع هذا الإرث في الجذب السياحي بأسلوب المحافظة والاستثمار وإقناع أصحاب الأملاك لتأهيلها للإستفادة منها والهدف الثاني الذي تحقق من هذه الزيارة هو صنع شراكة فعلية بين الهيئة العامة للسياحة والاثار ومسئولي البلديات والمحافظين. أما الدكتور محمد بن جمعان دادا (محافظ بلجرشي) فقال إن هذه الزيارة وغيرها من الزيارات الاستطلاعية ضرورية للمسؤولين للاطلاع على التجارب الحديثة والاستفادة منها ولم تكن لدنيا تلك الفكرة الكاملة والصورة الواضحة عن طريق استثمار مباني التراث العمراني والمحافظة عليها وبعد الاطلاع على التجربة الإيطالية عدنا بتصور واضح ومتكامل عن هذا الموضوع. وقال حامد بن محمد المغني (محافظ قلوة) لقد اجتمعنا مع الكثير من المسؤولين وسمعنا ما قالوه عن أسلوب العمل المشترك في مجال التراث العمراني والتكاتف بين جميع الأجهزة الذي أنتج نتاجاً حسناً شاهدناه على أرض الواقع وقد رأيت تجربة بلدة سيينا في مجال التراث العمراني وعدد سكانها لا يتجاوز ثمانين ألف نسمة يستقبلون أربعة ملايين سائح وهذا يجعلنا ندرك أنه لا بد من العمل المشترك بين الجهات الحكومية والتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار لتذليل جميع الصعوبات أمام المستثمرين. وقال المهندس محمد بن مبارك الدوسري (أمين منطقة الباحة): لقد استفدت كثيراً من الرحلة لمنطقة توسكني بإيطاليا من خلال الوقوف على أهمية العناية لمواقع التراث العمراني وجدوى استثمارها بما سيدفعنا مستقبلاً للعمل على تطبيق ما استفدناه على المباني التراثية في منطقة الباحة وخاصة أن هناك قرية ذي عين التي يشملها برنامج تنمية القرى التراثية الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ولا شك أن هذه الزيارات الميدانية للمحافظين ورؤساء البلديات مكّنتهم من الاطلاع المباشر على القرى التراثية في إيطاليا ومشاهدتها تغني بالفعل عن مئات الندوات.