كشف أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس ل «المدينة» أن الأمانة طلبت هذا العام اعتماد حوالي 400 مليون ريال لتنفيذ مشروعات تصريف مياه الأمطار والسيول، لافتًا إلى أن هناك تنسيقًا بين وزارتي الشؤون البلدية والقروية والمالية لتوفير الاعتمادات المالية اللازمة. وأوضح في أول حوار صحفي خص به «المدينة” أن الأمانة اقترحت في دراستها التي أعدتها بالتعاون مع الهيئة العامة للمساحة الجولوجية حول الأودية الرئيسية الثلاثة شرق جدة، إنشاء خمسة سدود بالإضافة إلى قنوات مفتوحة وربطها بمجرى السيل الجنوبي، وتم بالفعل اعتماد ميزانية مبدئية تقدر بحوالي 145 مليون ريال لتنفيذها من قبل شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني. وأجاب د. أبو راس بمنتهى الصراحة والشفافية على أسئلة «المدينة» التي تمحورت حول ملف السيول والأمطار والمشروعات التي تقوم الأمانة بتنفيذها لتفادي تكرار كارثة سيول العام الماضي، فإلى نص الحوار: تصحيح أخطاء الماضي * تعمل أمانة جدة على قدم وساق للاستعداد لموسم الأمطار هذا العام وتصحيح الأخطاء التي وقعت لضمان عدم تكرر كارثة العام الماضي والتي راح ضحيتها العشرات من مواطنين ومقيمين، هل لكم أن تحدثونا عن هذه الاستعدادات والمشروعات التي نفذتها الأمانة هذا العام؟ ** قامت الأمانة بتنفيذ عدد من الدراسات والمشروعات ومنها استكمال تبطين القناة الجنوبية والتي جرى تقسيمها إلى 6 مراحل حسب الاعتمادات، طرحت خمس منها للتنفيذ وتمت ترسيتها باستثناء الأولى والثانية اللتين سيعاد طرحهما مرة أخرى وذلك لوجود مبررات نظامية منها أن المشروعين تقدم لهما منافس وحيد. كما تم استكمال تبطين القناة الشرقية بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وإعداد دراسة مشروع ترميم القنوات، حيث تم إعداد كراسة المواصفات والشروط وأرسلت إلى شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني. وتم كذلك إجراء دراسة عاجلة لدرء أخطار السيول في وادي قوس ومثوب وغليل (شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية). وأعدت الأمانة دراسة تصميم حلول لتصريف مياه الأمطار والسيول لطريق مكة القديم، وكانت مخرجاتها عبارة عن ثلاث أولويات تم تنفيذ أولاها ويجري حاليًا تنفيذ الأولويتين الثانية والثالثة، كما قامت الأمانة بعمل دراسة وتصميم خطط رئيسة لتصريف مياه الأمطار غرب طريق الحرمين لاستكمال الشبكات، وكانت مخرجات الدراسة (21) أولوية، تم البدء في تنفيذ اثنتين منها، فيما يجري حاليًا استكمال مراجعة الدراسات الخاصة بدراسة وتصميم حلول لتصريف مياه الأمطار للأحياء السكنية الواقعة شرق طريق الحرمين وتحديث دراسة تصريف مياه الأودية شرق مدينة جدة. مضخات الأنفاق * ماذا تم بشأن المضخات التي طلبتها الأمانة لتركيبها في انفاق جدة تفاديًا لعدم غرقها كما حدث لنفق الملك عبدالله، وما هو المبلغ الذي أنفقته الأمانة على هذا المشروع؟ ** تقوم الأمانة بمشروع توريد وتركيب مضخات غاطسة مع مستلزماتها بمدينة جدة لخدمة الأنفاق، وتم إعداد كراسة الشروط والمواصفات وطرح المشروع وتم فتح مظاريفه بتاريخ 4/11/1431ه. مشروعات السدود * ماذا عن مشروعات السدود التي أوصي بإقامتها في الأودية من خلال الدراسات التي أجرتها الأمانة مع جهات حكومية أخرى، وهل نفذ أي منها؟ وماذا أنفقت الأمانة على هذه المشروعات؟ ** تم اعتماد مبلغ 652 مليون ريال لصالح شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، وسيتم طرح كافة المشروعات المقترحة وتنفيذها من خلالها. * وكم عدد السدود التي ستنفذها الأمانة والميزانية المقترحة لها؟ ** اقترحت الدراسات التي أعدتها الأمانة بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية لثلاثة أودية رئيسة شرق جدة ( قوس، غليل، ومثوب) إنشاء خمسة سدود، بالإضافة إلى قنوات مفتوحة يجري ربطها بقناة مجرى السيل الجنوبية، وتم اعتماد ميزانية مبدئية لتنفيذها من قبل شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بحوالي 145 مليون ريال. وداعًا لكابوس “البحيرة” * بصراحة هل نستطيع القول بأن كابوس أهل جدة المتمثل في بحيرة الصرف الصحي أو كما يسمونها “بحيرة المسك” انتهى إلى غير رجعة؟ ** قامت الأمانة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني ببذل كل ما يمكن من جهد وتنفيذ ما يلزم من مشروعات عاجلة لدرء مخاطر بحيرة الصرف الصحي، ومنها صيانة وتدعيم السد الترابي الذي كان يحجز خلفه حوالي 20 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي الخام، وعملت على شفطها وضخها إلى محطة معالجة من خلال نظام ضخ يتكون من عشر مضخات بعد أن رفعت طاقة معالجتها إلى 60 ألف متر مكعب يوميًا وكفاءتها إلى ثلاثية، وأنشأت ثلاثة أشياب للمياه المعالجة ثلاثيًا والخارجة من تلك المحطة واستخدامها في ري أشجار وحدائق جدة، ونفذت مشروع الغابة الشرقية ومشروع الأراضي الرطبة اللذين يحتويان على حوالي ثلاثمائة ألف شجرة وعلى مساحة تزيد عن 8,5 مليون متر مربع لاستخدام كامل كميات المياه المعالجة بالمحطة. كما أوقفت صب وايتات مياه الصرف الصحي الخام في تلك البحيرة، وبذلك نجحت الأمانة وشركة جدة في خفض منسوب المياه من 10.8 أمتار يوم 8/12/1430 إلى 6.8أمتار يوم 1/8/1431ه حينما قامت الأمانة بتسليم مسؤولية بحيرة الصرف الصحي إلى وزارة المياه والكهرباء ممثلة في شركة المياه الوطنية تنفيذًا للأمر السامي الكريم الخاص بذلك. وسلمت الأمانة شركة المياه الوطنية كل تلك المشروعات التي نفذتها لدرء مخاطر البحيرة، واستمر المختصون في الأمانة وشركة جدة بالتنسيق والعمل وتقديم كل ما يلزم من دعم ومساعدة لاستكمال التخلص من مياه الصرف الصحي بها. ويمكننا أن نقول: إنه بتكاتف الجهود أمكن التخلص تقريبًا من البحيرة.. وحينما تنتهي الشركة الوطنية من إزالة الرواسب في القاع خلال الفترة القصيرة المقبلة، فإن للأمانة وشركة جدة خطة لتحويل مكان البحيرة إلى متنفس لسكان وزوار مدينة جدة ضمن منظومة متكاملة من المشروعات الترفيهية والتسويقية والتعليمية وغيرها في وادي العسلاء وعلى مساحة أولية تقدر بحوالي 120 مليون متر مربع وذلك بتوفير كل ما يلزم لذلك بيئيًا وصحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وبالتعاون مع القطاع الخاص. 400 مليون لمشروعات التصريف * ما هو حجم الميزانية التي أوصت بها الأمانة لمعالجة تصريف مياه الأمطار والسيول؟ ** تعمل الأمانة وفقًا للميزانيات المعتمدة لها على تنفيذ مشروعات تصريف مياه الأمطار والسيول، وذلك وفق عدد من الأولويات، وهناك تنسيق مع وزارتي الشؤون البلدية والقروية، والمالية من أجل توفير الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذ هذه المشروعات، خاصة وأن هناك أكثر من 60 % من محافظة جدة غير مغطى بشبكة تصريف مياه الأمطار والسيول، وطلبنا خلال العام الحالي اعتماد حوالي 400 مليون ريال.