أثار مقالي عن نظام الكفيل الذي نُشر يوم أول أمس الخميس 30/سبتمبر ردود فعل متباينة تعكس عدم التوصل إلى رأي حاسم حول إلغاء نظام الكفيل حيث طال هذا التردد حتى إعلان وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الكويتي نفسه الذي سبق وأن أعلن أن بلاده ستلغي في فبراير المقبل نظام «الكفيل». فقد نقلت صحيفة الاقتصادية تضارب الأنباء الواردة من الكويت حول إلغاء نظام الكفيل، ونقلت عن مصادر كويتية أن التصريحات المتتالية لوزير الشؤون الاجتماعية والعمل د.محمد العفاسي داخل وخارج الكويت بشأن التوجه والعمل على إلغاء نظام الكفيل هي فقط من أجل تحسين صورة الكويت في المحافل الدولية، وأمام منظمات حقوق الانسان؟! ونقلت صحيفة الوطن الكويتية حديث وكيل الوزارة المساعد لقطاع العمل منصور المنصور لقناة «الجزيرة» والذي أكد أن لا إلغاء لنظام الكفيل، وأن الأمر يتعلق فقط بتسهيل انتقال العامل من كفيل إلى آخر دون قيود مشددة. واعتبرت الصحيفة تصريح المنصور خيبة أمل كبيرة للوافدين. وفي ضوء مثل هذه الأخبار المتناقضة تتشابه أنظمة العمل فيها مع الأنظمة السعودية في ما يتعلق بنظام الكفالة، أكبرت موقف وزير العمل السعودي الجديد المهندس عادل فقيه الذي رفض الضغوط الإعلامية وطلب إمهاله مدة 3 أشهر في منصبه الجديد حتى يتمكن من الإلمام بالكثير من التفاصيل، وبعدها يمكنه الرد على جميع الاستفسارات الخاصة بوزارته، مشيرا إلى أن عدم الرد على أسئلة المستفسرين ليس تهربا. المهندس فقيه اعتبر أن موقفه هو نوع من الدبلوماسية، وأنا أعتبره نوعا من الواقعية حيث كان يمكن أن يقول أي شىء «ليصرف» الإعلاميين ويخفف إلحاحهم بأي تصريح دبلوماسي يريح الصحفيين ولا يقول فيه شيئا، على غرار ما فعله وزير العمل الكويتي - إذا صح ما نُقل عنه - لكنه فضّل أن يكون واقعياً فطلب مهلة يحاول أن يجيب إجابات عملية مدروسة تعكس سياسته المستقبلية. فمعالجة قضايا العمل والبطالة «تحتاج إلى حلول متعمقة ومتأنية تحقق النجاح للجميع» كما قال فقيه. ولقد فتح وزير العمل الباب من خلال مختلف الجهات ومنها مجلس الغرف السعودية، وصفحته التي أنشأها على موقع (الفيس بوك) لتلقي المقترحات والحلول والآراء والأفكار التي ستساعده ووزارته للتعامل مع كافة الطروحات. وجميل أن يفتح معالي المهندس عادل فقيه بابه ويستخدم تقنية الاتصالات الحديثة للتحاور مع مختلف المعنيين بشؤون العمل والعمال وشؤون العمل والعمالة حيث تجاوز عدد أصدقاء صفحته في الفيس بوك أكثر من 5 آلاف صديق، والعدد مستمر في الزيادة ومن المتوقع أن يصل عددهم 50 ألفا، خاصة وأن 95% أو أكثر من الأصدقاء على (الفيس بوك)، كما يشير الوزير، ليسوا من أصحاب العمل بل من الشباب والفتيات الباحثين عن عمل ولديهم رؤى وأفكار يطرحونها في الصفحة.. رحب معاليه بالجميع أن يطرحوا الموضوعات التي ينبغي التحاور فيها. .... ولنا عودة.