الكل منا ينتمي إلى أسرته، وأسرته تنتمي إلى مجتمعه، ومجتمعه ينتمي إلى وطنه، ويدل هذا على أن أي خطأ في الأسرة يؤثر سلبًا في المجتمع، وبدوره يأثر في الوطن ككل، لذلك أصبح على كل أسرة العناية بأفرادها ذكورًا وإناثًا والحرص على إيصال المفاهيم الأساسية للحياة الناجحة، لكني كفتاة وكجزء من أسرتي كانت لي بعض الوقفات في آراء مجتمعاتنا وأردت الخوض والكتابة في بعض الصور والآراء من واقع حياتنا الاجتماعية: شاب متعدد العلاقات يسافر للخارج كثيرًا ويرتكب المحرمات.. لا يصلي.. وفتاة تحادث شابًا “كلاهما أمره مكشوف” المجتمع يغفر للشاب كل شيء بل ربما لو تزوج سيفرح له الجميع بينما تظل وصمة العار تلاحق الفتاة حتى مماتها ولو كانت تائبة فعند زواجها يقال “فكه منهو اللي رضا فيها أخيرا” وسيظل ابناؤها “ابناء تلك التي كانت على خطأ وان كان احدهم امام مسجد سيقال غريبة مع أن امه كانت..” وسيكون من ابناء الشاب “ربما داعية” سيقال “كان ابوه طايش وربي هداه وشوفو كيف مربي ولده ستتحول خطيئة الشاب إلى سبب لامتداحه وخطيئة الفتاة تظل دومًا سببًا لرشقها بأبشع الصفات”. ملتزم وملتح وثوبه قصير يجمع الناس حوله. يلقي ندوات ومحاضرات دينية ينهانا عن الكذب ويخبرنا بعقابه وان الكاذب لا يدخل الجنة بينما يروي طرائف ينسبها لنفسه ولأصحابه ونحن نعلمها جيدًا كيف لا نكذب وهو امامنا يفعل ما هو مزاح لكنه ليس حقيقة؟ أخ ينهى اخته من زيارة منزل “فلان” لان بناته يدخلون نت وشات بينما هو لا يصلي الا نادرًا وزملاؤه بين المدخن وغير المصلي وقد يكون فيهم المدمن للمسكرات بينما حكم النت في الشرع والدين لا يقارن ابدا بحكم تارك الصلاة والمتهاون فيها فتارك الصلاة مقطوعة صلته بربه كليًا. ام مطلقة يخبرها ابنها أنه يرغب في الزواج من “فلانة” فتصرخ في وجهه “ تلك مطلقة”وحال حال نفسها وكأنها تقول المطلقة مذنبة. فتاة في العقد الثلاثين تتزوج من شاب يصغرها ب 8 اشهر ومجتمع مصدوم وتعليقات قوية” ابنها هي تربيه يناديها جده او يمه”. رجل خمسيني متزوج من فتاة في ال16 من العمر مجتمع هامس “قضاء على العنوسة عادي يجيب عيال لو في سن التسعين لأن معاه فلوس” والمشاعر والاحاسيس “لا داعي للحديث عنها”. عائلة لديها 7 بنات اب غاضب وام حزينة وفتيات مضطهدات. عائلة اخرى لديها 7 ابناء ذكور أب يفتخر بهم ام تقول “أنا ام العيال فلانة ام البنات” والبنات يكبرن ويصبحن جميعهن مدرسات يقفلن ابواب النار عن ابيهن اذا احسن تربيتهن يحملنه وامهن في الكبر أما الابناء بعضهم ما بين مدخن وتارك للصلاة وفاشل. احد عشر شهرًا نسمع الاغاني ونتابع الافلام وفي شهر رمضان تحذف الاغاني تشفر القنوات وما أن تأتي ليلة العيد يصدح التلفزيون “ومن العايدين ومن الفايزين” لتعود الاغاني ويتم برمجة الرسيفرات من جديد والبعض يقول لا اتابع المحرمات في رمضان سأدعها لشوال وهل سيتغير حكمها الشرعي في باقي الاشهر يا عبدة رمضان. ما قلته لا أعممه على الكل لكنها صور موجودة في مجتمعاتنا سواء قلت أو كثرت.