* في ذات يوم نُشر مقالي بعنوان «توعد الأمين» الأربعاء قبل الماضي اتّصل بي هاتفياً معالي أمين مدينة جدة الدكتور هاني أبو رأس، يناقش بعضاً مّما ورد في المقال. وقد أكبرتُ في معاليه اّتصاله لا لشيء سوى انه دلالة على الاهتمام بما يكُتب وما تنشره الصحافة ووسائل الإعلام، وهي ميزة لم نتعودها من سابقيه في الأمانة الذين لم يكونوا يعيرون أي اهتمام لما يكتبه الكتاَّب الصحافيون، أو ما تنشر الصحف من أخبار وتحقيقات، وكأنهم يعيشون في معزل عن جوهر المسؤولية التي يتولونها وفي قمتها مطالب الناس. * حوار طويل دار بيني وبين الدكتور أبو رأس، هو يوضح بعضاً من رؤيته لما كتبته وما تنشره الصحافة، وأنا أبّين له الأسباب التي تدفعني وزملائي من الكتاب ومن الصحفيين إلى كتابة ما نسطره، والهدف ليس نقداً شخصياً أو تقصداً كما يتوهم البعض، بل همُّ مشترك عام، وسعي إلى الإصلاح قدر الإمكان. * في بداية الاّتصال أكد الأمين أنه «خادم لجدة»، وأنه لم يأتِ إلى هذا المنصب إلا تشريفاً لثقة ولاة الأمر، ورغبة خاصة للعطاء، وأنه حريص على كل ما يُكتب إذا كان في صالح جدة. وأمّا ما يخص موضوع مقالي، وهو توعده لمن يصرّح من مسؤولي الأمانة لوسائل الإعلام، أو تسريب معلومات سرية فنفى الأمين كل ذلك بقوله نصاً:»لم يحدث هذا إطلاقاً، ولم أشكّل لجنة، ولم تتم مداهمات، ولم أحصر التصريحات الإعلامية على شخصي، بل إضافة للأمين وكلائه ومساعديه وإدارة العلاقات العامة والإعلام. * ولمّا ذكرته بأن ما كتبته كان مستنداً على خبر بالبنط العريض في رأس الصفحة الأولى من الزميلة صحيفة «عكاظ»، إضافة إلى تفاصيل (المداهمة) في صفحة داخلية، نفى الأمين حدوث ذلك قائلاً «غير صحيح، بل لم تُشكل اللجنة بعد، ولم تحدث أي مداهمة لأي من مكاتب قيادات الأمانة». * وهنا من واقع مسؤوليتي الإعلامية أبنت، لمعاليه أننا ككتّاب وصحفيين وعامة نعتمد على ما يُنشر في وسائل الإعلام، وتكون تلك المعلومات مصادر لتكوين آرائنا ان لم يكن لها مضاد، وهو ما لم يحدث مع خبر «عكاظ». فرغم إبرازه في الصفحة الأولى وتفاصيله الدقيقة في صفحة داخلية لم اقرأ رداً من أمانة جدة يؤيد أو يعارض أو حتى يوضّح الحقيقة. * وهكذا حال أي انعدام ردود الأمانة والتعامل الاحترافي مع وسائل الإعلام هو ما يجعل المعلومة الصحيحة أو الدقيقة غير مرئية للجميع. وكان رد الأمين هو أننا لو انشغلنا في الرد على كل ما يُكتب لما انجزنا شيئاً من عملنا الأساسي». فأوضحت لمعاليه أن التعامل مع وسائل الإعلام يجب أن يكون إحدى أهم مسؤوليات الأمانة كونها إدارة حكومية عامة لها علاقة مسيسة جداً بكل شرائح المجتمع وخدماتها يحتاجها الجميع. ولن يستطيع أحد أن يُحدث تواصلاً بين الطرفين الأمانة والعامة سوى المعلومات الدقيقة، والتجاوب الحرفي المسؤول مع ما تنشره وسائل الإعلام. • طوال الحوار كان الدكتور أبو رأس يؤكد أنه يعتبر نفسه «خادماً لجدة» وأنه مهتم بكل ما يُكتب ويتمنى التواصل مع وسائل الإعلام وهو ما أكدت عليه وطلبت منه ان يجعل وسائل الإعلام بكتابها وصحفييها شركاء له في تقديم أفضل الخدمات وتلبية مطالب سكان وأهالي جدة فهذه وأقصر وأنجح الطرق لصناعة تاريخ. فاكس 6747590 - جدة