“المسلم يستنشق في شهر رمضان الكريم نسائم الانتصارات المبهرة بدءًا من غزوة بدر وحتى نصر العاشر من رمضان”. بهذا الجملة بدأ الداعية الشهير خالد الجندي حواره مع “الرسالة” الذي تحدث فيه عن فضائل شهر رمضان وحال الإعلام الديني على الفضائيات، حيث أكد أن شهر رمضان هو شهر الجهاد والعمل وليس النوم والكسل. وحذر من أن بعض القنوات الدينية أصبحت تخلط بين الدين والتجارة، ضاربًا المثل بالحلقات التي تخصصها بعض الفضائيات للحديث عن الجن والعفاريت وتفسير الررؤى والأحلام، وما إلى ذلك مما يمكن أن نطلق عليه “التدين المغشوش” بداية سألناه: شهر رمضان يحمل ذكريات خاصة لدى كلا منا.. ما هي ذكرياتك مع الشهر الكريم؟ رمضان شهر الذكريات المجيدة في مختلف الأبعاد الثقافية والاجتماعية والنفسية، والمسلم يستنشق في هذا الشهر الكريم نسائم الانتصارات المبهرة بدءًا من غزوة بدر وحتى نصر العاشر من رمضان، وهذا معناه أن شهر رمضان عند الأمة الإسلامية هو شهر الجهاد والعمل وليس النوم والكسل. وهذا معناه أيضًا أن الكم الهائل من المسلسلات والبرامج غير الهادفة التي تعرض على شاشات الفضائيات خلال شهر رمضان تدمر المعنى والمفهوم الحقيقي لشهر رمضان. من خلال برنامج "رياض الصالحين" الذي تقدمه على شاشة "أزهري" تتناول شرح الأحاديث النبوية للمرة الأولى في حياتك العملية.. ما سبب ذلك؟ بالفعل هذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها برنامجًا لشرح الأحاديث النبوية، وهذا كي أرد على القرآنيين وأعداء السنة بعد تطاول بعض الأشخاص وهجومهم على صحيح البخاري وتشكيكهم في السنة، وهؤلاء الأشخاص يسعون لكسب الشهرة فقط، وللأسف أصبح هذا الأمر "موضة"، فإذا أردت أن تكون مثقفًا أو “مشهورًا” تتطاول على الثوابت الدينية لتتحدث عنك وسائل الإعلام. وبم تفسر الهجوم الذي تعرضت له القناة في الآونة الأخيرة؟ هذا الهجوم دلل على تأثير القناة في الشارع الإسلامي والتفاف الكثير من الأسر حول البرامج التي تقدمها، ورُب ضارة نافعة، فقد أزاد هذا الهجوم حماسنا وأشعل نشاطنا. وأود التأكيد على أن قناة "أزهري” تقوم على إحياء مبدأ الوقف في الفكر الإسلامي، حيث سيوجه كل دخل القناة من الإعلانات إلى الإنفاق على الفقراء والمساكين. وبم تفسر محاولة البعض استغلال تلك الأزمة في المزيد من الهجوم على القناة؟ هذا سببه الحقد والحسد، حيث ينزعج بعض الأشخاص من "الصحوة” الإسلامية بشكل عام، والنجاح الذي حققه الكثير من علماء الدين الذين التف حولهم آلاف المشاهدين، فدلل ذلك على صدق جذور التكوين الصحيحة والصادقة في قلوب الناس والشباب، وهذا الأمر يدفعنا للمزيد من الجهد للحفاظ على هذه الثروة الدينية. هل ترى أن بعض الفضائيات الدينية هدفها الوحيد هو الربح فقط؟ بعض القنوات الدينية الآن أصبحت تخلط بين الاثنين مما يخلق بلبلة بين المشاهدين، فعندما تقوم قناة بتخصيص حلقات خاصة عن الجن والعفاريت فهذا تدين "مغشوش”. ومثل ذلك أيضًا قيام بعض القنوات بإفساح المجال لتفسير للأحلام والرؤى، وهو أمر لا يوجد له أصل في الإسلام. هل تقصد أنهم يفسرون الأحلام بطريقة مغلوطة؟ ليس كذلك.. وإنما أقصد أن لا يجوز أصلًا تفسير الأحلام، لأن هذا كان من عمل الأنبياء فقط، أما أن يدعي شخص قدرته على تفسير الأحلام فهذا الأمر "خداع” و"نصب” كما أن الكتاب المتداول في السوق ومنسوب ل "ابن سيرين” هو كتاب "مُزَور”. لكن هذا الرأي قد يصيب الكثيرون بالصدمة خاصة مع إيمان اعتقاد الكثير من المسلمين بأن تفسير الأحلام والرؤى أمر مشروع؟ بلا شك سيكون هذا الرأي مفاجأة لبعض المسلمين، وواجبنا أن نبين الحقيقة والحكم الشرعي للأشياء، وعلى استعداد لتحدي أي شخص في هذا الرأي.. فأنا بطبعي أعشق التحدي. كيف تقيم كثرة القنوات والبرامج الدينية؟ الإعلام الفضائي أصبح الآن أشبه بسوق كبير يوجد فيه بضائع مقلدة وأخرى أصلية، وعلى المشاهد أن يتخير الدعاة الذين يستمع إليهم ويأخذ بآرائهم حتى لا يقع في أخطاء ويندم إليها بعد ذلك، ومن بين الأهداف التي تسعى إليها “أزهري” هو التصدى للفتاوى المغلوطة، والعمل على إقصاء الفكر المتطرف. هل ما زلت عند رأيك في استضافة فنانيين ومفكرين مسيحيين في "أزهري”؟ لا زلت عند رأيي لإثبات سماحة الإسلام، فنحن نهدف إلى المحافظة على النسيج الوطني بين المسلمين والمسيحيين، ولذا لا أرى مانعًا في استضافة عدد من المفكرين المسيحيين في القناة الجديدة لتحقيق هذا الغرض، ممن يحترمون الأديان ويحملون بداخلهم أفكارًا تساهم في ترسيخ الوحدة بين المسلمين والمسيحيين في كافة البلدان التي يتعايش فيها أتباع الديانتين معًا. كما أن أبواب القناة مفتوحة للفنانين المحترمين، وذلك بهدف إذكاء الفن الراقي غير المبتذل، ونشر الفضيلة في الوسط الفني من خلال التركيز على القيم الأخلاقية النبيلة التي يحملها أمثال هؤلاء الفنانيين.